كون فص الخاتم في بطن الكف، ولا ظهرها أمْر، ولا نهي، وقال غيره: السرّ
في ذلك أنّ جَعْله في بطن الكف أبعد من أن يُظَنّ أنه فعله للتزين به، وقد أخرج
أبو داود من حديث ابن عباس جعله في ظاهر الكفّ، قاله في "الفتح" (?).
قال الجامع عفا الله عنه: قوله: "ليس في كون فصّ الخاتم ... إلخ" إن
أراد به لفظَ أمْر بنصّه، فمسلّم، وإلا فقد صحّ عنه -صلى الله عليه وسلم-أنه جعله في باطن كفّه،
وقد أمر الله تعالى باتّباعه، قال {وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [الأعراف: 158]،
وقال: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ} الآية [الحشر: 7]، فهذا الأمر نفسه،
فتأملّ، والله تعالى أعلم.
والحديث من أفراد المصنّف، وقد مضى البحث فيه مستوفًى، ودثه الحمد
والمنّة.
وبالسند المتصل إلى المؤلّف رحمه الله أوّل الكتاب قال:
[5477] ( ... ) - (وَحَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي
أوَيْسٍ، حَدَّثَني سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، بِهَذَا الإِسْنَادِ، مِثْلَ حَدِيثِ
طلحَةَ بْنِ يَحْيَى).
رجال هذا الإسناد: أربعة:
1 - (إِسْمَاعِيلُ بْنُ أبِي أُوَيْسٍ) هو: إسماعيل بن عبد الله بن عبد الله بن
أويس بن مالك بن أبي عامر الأصبحيّ، أبو عبد الله بن أبي أويس المدنيّ،
صدوقٌ أخطأ في أحاديث من حفظه [10] (ت 226) (خ م د ت ق) تقدم في
"الحج" 17/ 2921.
2 - (سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ) التيميّ مولاهم، أبو محمد، أو أبو أيوب
المدنيّ، ثقةٌ [8] (ت 177) (ع) تقدم في "الإيمان" 14/ 160.
والباقيان ذُكرا في الباب، وقبل بابين.
[تنبيه]: رواية سليمان بن بلال عن يونس ساقها أبو يعلى رحمه الله في
"مسنده" بسند المصنّف، فقال: