أدرك ابن عبّاس أسناننا ما عاشره منّا أحد، وهو أحد العبادلة الأربعة،
والمكثرين السبع - رضي الله عنه -.
شرح الحديث:
(عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ) - رضي الله عنهما - (أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - رَأَى خَاتَمًا مِنْ ذَهَب فِي
يَدِ رَجُلٍ) قال في "التنبيه" نقلًا عن الدمياطيّ: إنه طلحة بن عبيد الله - رضي الله عنه -.
انتهى (?). (فَنَزَعَهُ)؛ أي: نزع - صلى الله عليه وسلم - ذلك الخاتم من يد ذلك الرجل، (فَطَرَحَهُ)
لكونه محرّمًا، ولعلّ الرجل لم يبلغه التحريم.
قال القاري: هذا أبلغ في بيان الإنكار، ولذا قدّمه - صلى الله عليه وسلم - في قوله: "من
رأى منكم منكرًا فليُغيّره بيده. ." الحديث (?).
(وَقَالَ) - صلى الله عليه وسلم - ("يَعْمِدُ) بفتح أوله، وكسر ثالثه، يقال: عَمَدتُ للشيء عَمْدًا،
من باب ضَرَبَ، وعَمَدتُ إليه: قَصَدتُ، وتعمّدته قَصَدت إليه أيضًا (?).
وقال القاري: قوله: "يعمد" بكسر الميم، وتُفتح، وهمزة الاستفهام
الإنكاريّ مقدّرة. انتهى (?).
قال الجامع عفا الله عنه: قوله: وتُفتح فيه نظر، فإني لم أره في كتب
اللغة عَمَد بمعنى قصد إلا بكسر عين مضارعه، من باب ضرب يضرِب،
فليُتنبّه، والله تعالى أعلم.
وقال الطيبيّ رحمه الله: قوله: "يَعْمِد أحدكم" فيه من التأكيد أنه أخرج
الإنكاريّ مخرج الإخباريّ، وعَمّم الخطاب بعد نزع الخاتم من يده، وطرحه،
فدلّ على غضب عظيم، وتهديد شديد، ومن ثَمّ لَمّا قيل لصاحبه: خذ
خاتمك، وانتفع به، قال: لا، والله. انتهى (?).
(أَحَدُكُمْ إِلَى جَمْرَةٍ مِنْ نَارٍ، فَيَجْعَلُهَا فِي يَدِهِ") قال القرطبيّ رحمه الله: هذا