وقال في "الفتح": "الْجُمّة": بضم الجيم، وتشديد الميم: هي مُجْتَمَع
الشعر، إذا تَدَلَّى من الرأس إلى المنكبين، وإلى أكثر من ذلك، وأما الذي لا
يتجاوز الأذنين فهو الْوَفْرة. انتهى (?).
(وَبُرْدَاهُ) تثنية بُرْد بضم، فسكون، قال المجد رحمه الله: الْبُرْدُ بالضمّ: ثوبٌ
مخطّطٌ، جَمْعه أبراد، وأَبْرُدٌ، وبُرُودٌ، والْبُرْد أيضًا: أكسيةٌ يُلْتَحَفُ بها، الواحدة
بِهاء. انتهى بتصرّف يسير (?).
وقال القرطبيّ رحمه الله: المراد بالبردين: الرداء والإزار، وهذا على طريقة
تثنية العُمَرين، والقمرين. انتهى (?).
(إِذْ خُسِفَ بهِ الأَرْضُ) ببناء الفعل للمفعول، وفي الرواية التالية:
"فخسف الله به الأَرضَ"، ولفظ "إذ" أظهر في سرعة وقوع ذلك به، أفاده في
"الفتح".
والمعنى: غارت الأرض بذلك الرجل، يقال: خَسَفَ المكانُ خَسْفًا، من
باب ضَرَبَ، وخُسُوفًا أيضًا: غار في الأرض، وخسفه الله يتعدّى، ولا يتعدّى،
قاله الفيّوميّ (?).
(فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ) بالجيم؛ أي: يتحرك، وينزل مُضطربًا، وقال القرطبيّ:
"يتجلجل": يُخسف به مع تحرّك واضطراب، قاله الخليل وغيره.
(فِي الأَرْضِ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ") وفي الرواية التالية: "فهو يتجلجل فيها
إلى يوم القيامة".
وقال في "الفتح": و"التجلجل" بجيمين: التحرك، وقيل: الجلجلة:
الحركة مع صوت، وقال ابن دريد: كلُّ شيء خلطت بعضه ببعض، فقد
جلجلته، وقال ابن فارس: التجلجل: أن يسوخ في الأرض مع اضطراب
شديد، ويندفع من شقّ إلى شقّ، فمعنى "يتجلجل في الأرض"؛ أي: ينزل فيها
مضطربًا متدافعًا.