وبالكاف، رواية غيره، وهي في الحالتين منسوبة إلى اسم أعجميّ، كما قالوا:
كسروانية، فنسبوها إلى كسرى، والله تعالى أعلم (?).
(لَهَا لِبْنَةُ دِيبَاجٍ) - بكسر اللام، وإسكان الباء - هكذا ضبطها القاضي،
وسائر الشُّرّاح، وكذًا هي في كتب اللغة، والغريب، قالوا: وهي رُقعة في
جيب القميص، هذه عبارتهم كلِّهم، والله أعلم (?).
وقوله: (وَفَرْجَيْهَا) بفتح الفاء، وسكون الراء: تثنية فَرْج، وهو الْفَتْق،
جمعه فُرُوجٌ، مثل فَلْس وفُلُوس، قاله الفيّوميّ -رَحِمَهُ اللهُ- (?).
وقال الشوكانيّ -رَحِمَهُ اللهُ-: الفَرْجُ في الثوب: الشقّ الذي يكون أمام الثوب،
وخلفه، في أسفلها، وهما المراد بقوله: "فرجيها". انتهى (?).
وقوله: (وَفَرْجَيْهَا مَكْفُوفَيْنِ بِالدِّيبَاجِ) منصوبين على إضمار فعل؛ أي:
ورأيت فرجيها مكفوفين، وعند الخشني، وغيره: "وفرجاها مكفوفان" مرفوعاً
على الابتداء والخبر، والواو حالية، قاله القرطبيّ -رَحِمَهُ اللهُ- (?).
وقال النوويّ -رَحِمَهُ اللهُ-: وأما قولها: "وفرجيها مكفوفيق" فكذا وقع في جميع
النُّسخ: "وفرجيها مكفوفين"، وهما منصوبان بفعل محذوف؛ أي: ورأيت
فرجيها مكفوفين، ومعنى المكفوف: أنه جُعِل لها كُفة بضم الكاف، وهو ما
يُكَفّ به جوانبها، وُيعطف عليها، ويكون ذلك في الذيل، وفي الفَرْجين، وفي
الكُفين. انتهى (?).
(فَقَالَتْ) أسماء - رضي الله عنها -: (هَذِهِ) الجبّة (كَانَتْ عِنْدَ عَائِشَةَ) أم المؤمنين - رضي الله عنها -
(حَتى قُبِضَتْ) بالبناء للمفعول؛ أي: إلى أن ماتت، (فَلَمَّا قُبِضَتْ قَبَضْتُهَا)؛
أي: أخذتها، (وَكَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَلْبَسُهَا) فيه جواز لباس الجبة، ولباس ما له
فرجان، وأنه لا كراهة فيه. (فَنَحْنُ نَغْسِلُهَا لِلْمَرْضَى) جَمْع مريض، (يُسْتَشْفَى