[تنبيه آخر]: اعترض بعض من شرح الكتاب (?) على هذا الحديث،
فقال: وحديث ابن عمر هذا في رواية سالم عنه معارضة بين رواياته: بعضها
قيّدت بإستبرق، وبعضها قيّدت بديباج، وهما ضدّان، فتساقطتا، وبقيت الرواية
المطلقة، وهي رواية نافع، فرجحت. انتهى.
قال الجامع عفا الله عنه: هذا الاعتراض عجيب من هذا القائل،
والحديث متّفقٌ عليه، وقد أخرجه الشيخان في "صحيحيهما" بهذا اللفظ، فلا
أدري من أين أتاه هذا الاعتراض؟ ، ولم يتكلّم أحد من شرّاح الكتابين بما
قاله، لا الحافظ في "الفتح"، ولا غيره، وأيضاً فأين التعارض الذي ادّعاه؟
فإن معنى الإستبرق، والديباج واحدٌ، فقد فسّر المفسّرون قوله تعالى: {مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ} [الكهف: 31] بأن السندس ما رق من الديباج، والإستبرق: ما
غلُظ منه أي من الديباج، فالديباج أعمّ، والإستبرق داخل في معناه؛ لأنه نوع
منه، فلا تعارض بينهما، فتأمله بالإمعان، والله تعالى المستعان.
وبالسند المتّصل إلى المؤلّف -رَحِمَهُ اللهُ- أوّل الكتاب قال:
539 [8] (2069) - (حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ،
عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ مَوْلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، وَكَانَ خَالَ وَلَدِ عَطَاءٍ،
قَالَ: أَرْسَلَتْنِي أَسْمَاءُ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، فَقَالَتْ: بَلَغَنِي أَنَّكَ تُحَرِّمُ أَشْيَاءَ
ثَلَاثَةً (?): الْعَلَمَ فِي الثَّوْبِ، وَمِيثَرَةَ الأُرْجُوَانِ، وَصَوْمَ رَجَبٍ كُلِّهِ، فَقَالَ لِي
عَبْدُ اللهِ: أَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ رَجَبٍ، فَكَيْفَ بِمَنْ يَصُومُ الأَبَدَ؟ وَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنَ
الْعَلَمِ فِي الثَّوْبِ، فَإِنِّي سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -
يَقُولُ: "إِنَّمَا يَلْبَسُ الْحَرِيرَ مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ"، فَخِفْتُ أَنْ يَكُونَ الْعَلَمُ مِنْهُ، وَأَمَّا
مِيثَرَةُ الأُرْجُوَانِ، فَهَذِهِ مِيثَرَةُ عَبْدِ اللهِ، فَإِذَا هِيَ أُرْجُوَانٌ، فَرَجَعْتُ إِلَى أَسْمَاءَ،
فَخَبَّرْتُهَا (?)، فَقَالَتْ: هَذِهِ جُبَّةُ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَاخْرَجَتْ إِلَيَّ جُبَّةَ طَيَالَسَةٍ،
كِسْرَوَانِيَّةً، لَهَا لِبْنَةُ دِيبَاجٍ، وَفَرْجَيْهَا مَكْفُوفَيْنِ بِالدِّيبَاجِ، فَقَالَتْ: هَذِهِ كَانَتْ عِنْدَ