شرح الحديث:
(عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ) أباه (عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ) - رضي الله عنهما - هكذا رواه أكثر أصحاب
نافع، وأخرجه النسائيّ من رواية عُبيد الله بن عمر العُمريّ، عن نافع، عن ابن
عمر، عن عمر، أنه "رأى حلةَ"، فجعله من مسند عمر - رضي الله عنه -، قال الدارقطنيّ:
المحفوظ أنه من مسند ابن عمر. انتهى.
وقال أبو عمر بن عبد البرّ -رَحِمَهُ اللهُ-: لم يُختَلَف عن مالك في إسناد هذا
الحديث، ولا يَختلف مالك وغيره من أصحاب نافع، عن نافع فيه أيضاً،
وبعض أصحاب عبيد الله يقولون فيه: عن ابن عمر، عن عمر، فيجعلونه من
مسند عمر، وهو عند أهل العلم بالحديث، وأهل الفقه سواء في وجوب
الاحتجاج به، والعمل. انتهى (?).
(رَأَى حُلَّةً) -بضم المهملة- قال أبو عُبيد: الْحُلَل: برود اليمن، والحُلَّة
إزار ورداء، ونقله ابن الأثير، وزاد: إذا كان من جنس واحد. وقال ابن سيده
في "المحكم": الحلّة بُرْدٌ أو غيره، وحَكَى عياض أن أصل تسمية الثوبين حُلّة
أنهما يكونان جديدين كما حُلَّ طيُّهما. وقيل: لا يكون الثوبان حُلّة حتى يَلبس
أحدهما فوق الآخر، فإذا كان فوقه فقد حلّ عليه، والأوّل أشهر.
(سِيَرَاءَ) - بكسر المهملة، وفتح التحتانية، والراء، مع المدّ- قال
الخليل: ليس في كلام العرب فِعَلاءُ -بكسر أوله، مع المدّ- سوى سِيَراء،
وحِوَلاء، وهو الماء الذي يخرج على رأس الولد، وعِنَباء، لغة في العنب.
قال مالك: هو الوَشْيُ من الحرير، كذا قال. والوَشْيُ -بفتح الواو،
وسكون المعجمة، بعدها تحتانية. وقال الأصمعيّ: ثياب، فيها خطوط من
حرير، أو قَزّ، وإنما قيل لها: سيراء؛ لتسيير الخطوط فيها. وقال الخليل: ثوب
مُضَلَّع بالحرير، وقيل: مختلف الألوان، فيه خطوط ممتدّة، كأنها السيور. وقال
ابن سيده: هو ضرب من البرود. وقيل: ثوب مسيّر فيه خطوط يُعمل من القَزّ،
وقيل: ثياب من اليمن. وقال الجوهريّ: بُرْد فيه خطوط صُفْر. ونقل عياض عن
سيبويه، قال: لم يأت فِعَلاء صفةً، لكن اسماً، وهو الحرير الصافي.