والختام مختصّ بما يُختم به، فتكمل الثمان به، وأما ما يُتزيّن به فليس فيه إلا

ستّة، وأنشدوا في "الخاتيام"، وهو أغربها:

أَخَذْتَ مِنْ سُعْدَاكَ خَاتِيَامَا ... لِمَوْعِدٍ تَكْتَسِبُ الآثَامَا

ثم إن النهي عن لُبسه للتحريم، وهو خاصّ بالرجال، دون النساء، والله

تعالى أعلم.

(وَعَنْ شُرْب بِالْفِضَّةِ)؛ أي: ونهانا عن استعمال آنية الفضة، والنهي فيه

للتحريم، وهو عًامّ في الرجال والنساء، فيَحْرُم استعمال آنية الفضّة، ومثله

الذهب في الأكل، والشرب، ونحوهما على كلّ مكلف، رجلاً كان أو امرأةً،

ولا يلتحق ذلك بالحليّ للنساء؛ لأنه ليس من التزيّن الذي أُبيح لهنّ في شيء،

وقد تقدّم البحث فيه مستوفًى في الباب الماضي.

(وَعَنِ الْمَيَاثِرِ) وفي رواية للبخاريّ، من طريق الثوريّ، عن أشعث:

"والمياثير الْحُمْرِ".

و"المياثير": جمع مِيثرة، قال ابن الأثير: المِيثرة بالكسر، مِفْعلَةٌ، من

الْوَثَارَة، يقال: وَثُرَ وَثَارَةً، فهو وَثيرٌ؛ أي: وَطِيءٌ لَيِّنٌ، وأصلها مِوْثَرَةٌ، فقُلِبت

الواو ياءً، لكسرة الميم، وهي من مراكب العجم، تُعمل من حرير، أو ديباج.

انتهى (?).

وقال في "الفتح": "الميثرة": بكسر الميم، وسكون التحتانيّة، وفتح

المثلّثة، بعدها راء، ثم هاء، ولا همز فيها أصلاً، وأصلها من الوَثَارة، أو

الوِثْرَة بكسر الواو، وسكون المثلّثة، والوَثِيرُ هو الفراش الوطيء، وامرأة وَثيرة،

كثيرة اللحم. انتهى.

وفي "صحيح البخاريّ": "أن أبا بردة سأل عليّاً - رضي الله عنه - عن الميثرة؟ فقال:

كانت النساء تصنعنه لبعولتهنّ، مثل القَطَائف (?)، يَصُفُّونها". انتهى.

قال في "الفتح": "يصفّونها"؛ أي: يجعلونها كالصُّفَّة، وحَكَى عياض في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015