بسلامة قوائمه التي بها قوامه، وهي رأسه، وما يتّصل به من عنق وصدر. انتهى
ملخّصاً (?).
[تنبيه]: من آداب العاطس أن يَخفِض صوته بالعُطاس، ويرفع بالحمد،
وأن يُغطّي وجهه، لئلا يبدو من فيه، أو أنفه ما يتأذّى به جليسه، ولا يَلْوِي
عنقه يميناً، ولا شمالاً لئلا يتضرّر بذلك.
قال ابن العربيّ - رحمه الله -: الحكمة في خفض الصوت بالعطاس أن في رَفْعه
إزعاجاً للأعضاء، وفي تغطية الوجه أنه لو بدر منه شيء آذى جليسه، ولو لوى
عنقه صيانة لجليسه لم يأْمَن من الالتواء، وقد شاهدنا مَن وقع له ذلك.
وقد أخرج أبو داود، والترمذيّ بسند جيّد عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، قال:
كان النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "إذا عطس وضع يده على فيه، وخفض صوته"، وله شاهد من
حديث ابن عمر - رضي الله عنه - بنحوه عند الطبرانيّ.
قال ابن دقيق العيد - رحمه الله -: ومن فوائد التشميت: تحصيل المودّة،
والتأليف بين المسلمين، وتأديب العاطس بكسر النفس عن الكِبْر، والحملِ على
التواضع، لِمَا في ذِكر الرحمة من الإشعار بالذنب الذي لا يَعْرَى عنه أكثر
المكلّفين. انتهى (?).
(وَاِبْرَارِ الْقَسَمِ، أَوِ الْمُقْسِمِ) "أو" فيه للشكّ من الراوي، هل قال:
"القسم"، أو قال: "المقسم"، "وَماِبْرَارِ الْقَسَمِ" بكسر الهمزة، مصدر أبَرّه،
و"القسم" بفتحتين: اليمين، ومعنى "إبرار القسم": فعلُ ما أراده الحالف ليصير
بذلك بارّاً.
وقال الإمام ابن دقيق العيد - رحمه الله -: قوله: "إبرار القَسَم، أو المقسم": فيه
وجهان:
"أحدهما": أن يكون "المقسم" مضموم الميم، مكسور السين، ويكون في
الكلام حذفُ مضاف، تقديره يمين المُقْسِم.