منها: الاسبال في القُمُص، والسراويلات، فإنه لا يُقصد بذلك الستر،
والتجمّل اللذان هما المقصودان في اللباس، وإنما يُقصد به الفخر، وإرادة
الغنى، ونحو ذلك، والتجمّل ليس إلا في القدر الذي يساوي البَدَن.
ومنها: الجنس المستغرب الناعم من الثياب، قال - صلى الله عليه وسلم -: "من لَبِس الحرير
في الدنيا لم يلبسه في الآخرة".
ومنها: الثوب المصبوغ بلون مُطْرب يحصل به الفخر والمراءاة، فنهى
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن المعصفر، والمزعفر.
قال: ولا اختلاف بين قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إن البذاذة من الإيمان" (?)، وبين قوله - صلى الله عليه وسلم -:
"إن الله يحبّ أن يُرى أثر نعمته على عبده" (?)؛ لأن هناك شيئين مختلفين في
الحقيقة قد يشتبهان بادئ الرأي، أحدهما مطلوب، والآخر مذموم، فالمطلوب:
ترك الشحّ، ويختلف باختلاف طبقات الناس، فالذي هو في الملوك شحّ ربما
يكون إسرافاً في حقّ الفقير، وتركُ عادات البدو، واللاحقين بالبهائم، واختيارُ
النظافة، ومحاسنُ العادات، والمذموم: الإمعان في التكلّف، والمراءاة، والتفاخر
بالثياب، وكسر قلوب الفقراء، ونحو ذلك، وفي ألفاظ الحديث إشارات إلى هذه
المعاني، كما لا يخفى على المتأمّل. انتهى كلام وليّ الله - رحمه الله - باختصار (?).
(?) - (بَابُ تَحْرِيمِ استِعْمَالِ إِنَاءِ الذَّهَبِ وَالْفِضةِ عَلَى الرِّجَالِ
وَالنِّسَاءِ، وَتَحْرِيمِ خَاتَمِ الذَّهَبِ، وَلُبْسِ الْحَرِيرِ عَلَى الرَّجَالِ، وَإِبَاحَتِهِ
لِلنِّسَاءِ، وَإِبَاحَةِ الْعَلَمِ وَنَحْوِهِ لِلرِّجَالِ مَا لَمْ يَزِدْ عَلَى أَرْبَعِ أَصَابعَ)
وبالسند المتّصل إلى المؤلّف - رحمه الله - أوّل الكتاب قال:
[5377] (2066) -أحَدَّثنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ،
عَنْ أَشْعَثَ بْنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ (ح) وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يُونُسَ، حَدَّثَنَا
زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَشْعَثُ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيةُ بْنُ سُوَيْدِ بْنِ مُقَرِّنٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى