اثنين فليذهب بثالث، ومن كان عنده طعام أربعة فليذهب بخامس أو سادس"،
وعند الطبرانيّ من حديث ابن عمر ما يرشد إلى العلة في ذلك، وأوله: "كُلُوا
جميعًا ولا تفرّقوا، فإن طعام الواحد يكفي الاثنين ... " الحديث، فيؤخذ منه
أن الكفاية تنشأ عن بركة الاجتماع، وأن الجمع كلما كثر ازدادت البركة، وقد
أشار الترمذيّ إلى حديث ابن عمر، وعند البزار من حديث سمرة نحو حديث
عمر، وزاد في آخره: "ويد الله على الجماعة". انتهى (?)، والله تعالى أعلم.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - هذا متّفقٌ عليه.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [21/ 5356] (2058)، و (البخاريّ) في
"الأطعمة" (5392)، و (الترمذيّ) في "الأطعمة" (1820)، و (النسائيّ) في
"الكبرى" (4/ 178)، و (أحمد) في "مسنده" (2/ 407)، و (أبو عوانة) في
"مسنده" (5/ 207)، والله تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): في فوائده:
1 - (منها): استحباب الاجتماع على الطعام، وأن لا يأكل المرء وحده.
2 - (ومنها): الإشارة إلى أن المواساة إذا حصلت حصلت معها البركة،
فتعمّ الحاضرين.
3 - (ومنها): أنه لا ينبغي للمرء أن يستحقر ما عنده، فيمتنع من تقديمه،
فإن القليل قد يحصل به الاكتفاء، بمعنى حصول سدّ الرَّمَق، وقيام البُنْيَة، لا
حقيقة الشِّبَع، ومنه قول عمر - رضي الله عنه - عام الرَّمَادة: "لقد هممت أن أُنزل على أهل
كلّ بيت مثل عددهم، فإن الرجل لا يهلك على ملء بطنه".
4 - (ومنها): أنه يؤخذ منه أن السلطان في الْمَسْغَبة يُفرِّق الفقراء على
أهل السَّعة بقدر ما لا يضرّ بهم، والله تعالى أعلم.