قصد، قاله المجد - رَحِمَهُ اللهُ - (?).

وقوله: (جِئْنَا بِقِرَاهُمْ) بكسر القاف، والقصر، يقال: قَرَيتُ الضيفَ

أقريه، من باب رَمَي، قِرَى بالكسر، والقصر، وبالفتح والمدّ: إذا أضفته (?).

وقوله: (حَتى يَجِيءَ أَبُو مَنْزِلِنَا)؛ أي: صاحبه.

وقوله: (إِنَّهُ رَجُلٌ حَدِيدٌ)؛ أي: فيه قُوّةٌ وصلابةٌ، ويَغضَب لاشهاك

الحرمات والتقصير في ضيفه، ونحو ذلك (?).

وقوله: (لَمْ يَبْدَأْ بِشَيْءٍ أَوَّلَ مِنْهُمْ) بجرّ "أول" صفة لـ"شيء"، وهو غير

منصرف للصفة ووزن الفعل، وهو بمعنى أسبق.

[تنبيه]: "أوّل" أصله أوأل، قُلبت الهمزة التي بعد الواو واوًا، وأُدغمت

الواو الأُولى فيها، فصار أَوَّل، وقيل: وَوْأل، قُلبت الواو الأولى همزةً،

وقُلبت الهمزة التي بعد الواو واوًا، وأُدغمت الواو الأولى فيها، ففيه أعمالٌ

ثلاث، وعلى القول الأول عَملان، ولذا رُجّح بقلّة الأعمال التصريفيّة فيه، قال

الحفنيّ: وبدليل قولهم في الجمع أوائل بالهمز، ولم يقولوا: أواول، وهو لا

يستلزم ثانيًا؛ لأنَّ معناه: ابتداء الشيء، وُيستعمل صفةً بمعنى أسبق، فيُمنع من

الصرف؛ للوصفيّة ووزن الفعل، ويمتنع حينئذ تأنيثه بالتاء، ودخول "من" عليه،

ويُستعمل اسمًا بمعنى سابق، نحو لقِيته عامًا أَوَّلا، نحو قولهم: ما له أوّلٌ ولا

آخرٌ، فيُصرف، ويؤنّث بالتاء، ويُستعمل ظرفًا، نحو رأيت الهلال أوّل الناس؛

أي: قبلهم، قال ابن هشام: وهذا هو الذي إن قُطع عن الإضافة بُني على

الضمّ. انتهى كلام الحفنيّ، ونظم الأجهوريّ ذلك، فقال [من الطويل]:

إِذَا أَوَّلٌ قَدْ جَاءَ مَعْنَاهُ أَسْبَقُ ... فَمَنْعُ انْصِرَافٍ فِيهِ أَمْرٌ مُحَتَّمُ

لِوَصْفٍ وَوَزْنِ الْفِعْلِ فِيهِ أَيَا فَتًى ... فَكُنْ حَافِظًا لِلْعِلْمِ تَحْظَى وَتَغْتَمُ

وَمَا جَاءَ ظَرْفًا مِثْلَ قَبْلُ فَذَا لَهُ ... كَقَبْلُ مِنَ الأَحْوَالِ وَاللهُ أَعْلَمْ

انتهى من "حاشية محمد عبادة العدويّ على شرح شُذور الذهب" (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015