وتعقّبه الحافظ بأن الرواية التي تقدّمت تردّ عليه، والله تعالى أعلم.

(قَالَ: فَايْمُ اللهِ) همزته همزة وَصْل عند الجمهور، وقيل: يجوز القطع،

وهو مبتدأ وخبره محذوف؛ أي: فأيم الله قَسَمي، أو خبر لمحذوف؛ أي:

قَسَمي ايم الله، قال الفيّوميّ - رَحِمَهُ اللهُ -: "أيمن" اسم استُعمل في القسم، والتُزم

رفعه، كما التُزم رفعُ لَعمْرُ الله، وهمزته عند البصريين وصلٌ، واشتقاقه عندهم

من الْيُمْن، وهو البركة، وعند الكوفيين قطعٌ؛ لأنه جَمْع يمين عندهم، وقد

يُختصر منه، فيقال: وايم الله بحذف الهمزة والنون، ثم اختُصر ثانيًا، فقيل: مُ

الله، بضمّ الميم وكسرها. انتهى (?).

وقال في "القاموس" و"شرحه": و"ايمن الله" بضم الميم والنون، وأَلِفه

أَلِف وَصْل عند أكثر النحويين، ولم يجئ في الأسماء ألف وصل مفتوحة

غيرها، نقله الجوهريّ، و"ايم الله"، ويُكسر أوّلهما، عن ابن سيده، وقال ابن

الأثير: أهل الكوفة يقولون: أيمُن جمع يمين للقسم، والألف فيها ألف وصل،

ويُفتح، ويُكسر، والكسر في "ايم الله"، حكاه يونس، ونقله ابن جني، وذهب

ابن كيسان، وابن دُرُستويه إلى أن ألف أيمُن ألف قطع، وهو جمع يمين، وإنما

خُفّفت همزتها، وطُرحت في الوصل؛ لكثرة استعمالهم لها، ويقولان: إن

ايم الله أصله: أيمن الله، حُذفت النون، كما حُذفت مِن: لَمْ يَكُ، و"ايمن الله"

بفتح الميم، والهمزة، وقد تُكسر الهمزة، و"ايم الله" بكسر الهمزة، والميم،

وقيل: ألِفه أَلِف وصل، وهو قول النحويين، إلَّا ما كان من ابن كيسان، وابن

درستويه، كما ذكرنا، وقالوا: "هيم الله" بفتح الهاء، وضم الميم، والأصل

"ايم الله" قُلبت الهمزة هاء، وربما حَذَفوا منه الياء، فقالوا: "ام الله" مثلثة

الميم، و"ام الله" بكسر الهمزة، وضم الميم، وفتحها، وربما قالوا: "مُنِ الله"

بضم الميم، وكسر النون، و"مُن الله" مثلثة الميم، والنون؛ أي: بضم الميم،

والنون، وبفتحهما، وبكسرهما، وربما أبقوا الميم وحدها، فقالوا: "م الله"

مثلثة، أما الضم فهو الأصل، وأما الكسر فلأنها صارت حرفًا واحدًا،

فيشبِّهونها بالباء، وربما أدخلوا عليها اللام؛ لتأكيد الابتداء، فقالوا: "ليم الله"،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015