شَوَيْتُهُ، قالوا: ولا يقال في المطاوع: فَاشْتَوَى على افتعل، فإن الافتعال فعل
الفاعل، والشِّوَاءُ بالمد فِعَالٌ، بمعنى مفعول، مثل كِتاب، وبساطٍ، بمعنى
مكتوب، ومبسوطٍ، وله نظائر كثيرة، وأَشْوَيْتُ القومَ بالألف: أطعمتهم الشِّوَاءَ،
قاله الفيّوميّ -رحمه الله- (?).
فقوله: "أن يُشوى" بدل من "سواد البطن"؛ أي: أمر بشيّه، والله تعالى
أعلم.
(قَالَ) عبد الرحمن بن أبي بكر - رضي الله عنهما -، وقوله: (وَايْمُ اللهِ) مبتدأ خبره
محذوف؛ أي: وايم الله؛ أي: يمين الله قَسَمي، وقد تقدّم أنه يقال بقطع
الهمزة، ووَصْلها، وغير ذلك من اللغات (?).
وقال القرطبيّ -رحمه الله-: قوله: "وايم الله " قَسَمٌ بيمن الله، وبركته، وأَلِفه أَلِف
وَصْل، وفيه لغات قد ذُكرت، وهذا قول سيبويه، وقال الفراء: ألفه ألف قطع،
وهي عنده: جمع يمين، والذي قاله سيبويه أَولى سماعًا، وقياسًا، بدليل
الحذف الذي دخل الكلمة في اللغات التي رُوي فيها. انتهى (?).
وقال في "العمدة": قوله: "وايم الله" هو: قَسَمٌ، يعني من ألفاظ القسم،
نحو: لَعَمْر الله، وعَهْد الله، وفيه لغات كثيرة، وتُفتح همزتها، وتُكسر، وهي
همزة وصل، وقد تُقطع، وأهل الكوفة من النحاة يزعمون أنه جَمْع يمين،
وغيرهم يقولون: هو اسم موضوع للقسم. انتهى (?).
(مَا) نافية؛ أي: ما أحدٌ (مِنَ الثَّلَاِثينَ وَمِائَةٍ إِلَّا حَزَّ)؛ أي: قَطَع (لَهُ
رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - حُزَّةً حُزَّةً)؛ أي: قطعةً قطعةً، والحزّة: القطعة من اللحم تُقطع
طولًا، والجمع: الْحُزَزُ، مثلُ غُرْفة وغُرَفٍ، ويقال: حَزَزتُ الخشبةَ حَزًّا، من
باب قتل: فَرَضتها، والْحَزّ: الفَرْض، وحُزّة السراويل، مثلُ الْحُجْزة، ويقال:
الْحُزّة: الْعُنُق، أفاده الفيّوميّ (?).