اعتَمَد عليه بجُمْعِ كفّه يَغْمِزُهُ (?). (ثُمَّ جَاء رَجُلٌ مُشْرِكٌ) قال الحافظ: لم أقف على
اسمه، ولا على اسم صاحب الصاع المذكور (?). (مُشْعَانٌّ طَوِيلٌ) - بضم الميم،
وسكون المعجمة، بعدها مهملة، وآخره نون ثقيلة - فسّره البخاريّ في آخر
الحديث في رواية المستملي بأنه الطويل جدًّا فوق الطول، وزاد غيره مع إفراد
الطول: شعث الرأس، وَيحْتَمِل أن يكون قوله: "طويل" تفسيرًا لـ"المشعانّ"،
وقال القزاز: المشعانّ: الجافي الثائر الرأس، أفاده في "الفتح" (?).
وقال النوويّ: "المشعانّ": - بضم الميم، وإسكان الشين المعجمة،
وتشديد النون-: منتفش الشعر، ومتفرقه. انتهى (?).
(بِغَنَمٍ يَسُوقُهَا) متعلّق بـ "جاء"، (فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "أَبَيْعٌ، أَمْ عَطِيَّةٌ) بالرفع؛
أي: هي بيع؛ أي: مبيعة، أو هي عطيّة، ووقع عند البخاريّ بلفظ: "أبيعًا، أم
عطيّةً"، فيكون النصب بفعل مقدّر؛ أي: أتبيع بيعًا، أم تُعطي عطيّةً؟ وقوله:
(أَوْ قَالَ- أَمْ هِبَةٌ؟ ") "أو" هنا للشكّ من الراوي، هل قال: "عطيّةٌ"، أم قال:
"هديّة". (فَقَالَ) الرجل (لَا)؛ أي: ليست عطيّة، (بَلْ) هي (بَيْعٌ)؛ أي: مبيعة،
أبيعها لمن يشتري منّي. (فَاشْتَرَى) النبيّ - صلى الله عليه وسلم - (مِنْهُ)؛ أي: من ذلك الرجل، وفي
رواية الكشميهني: "فاشترى منها"؛ أي: من تلك الغنم (شَاةً) واحدةً،
(فَصُنِعَتْ) بالبناء للمفعول؛ أي: ذُبحت، وأُصلحت للأكل، (وَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -
بِسَوَادِ الْبَطْنِ) هو الكبد، أو كلّ ما في البطن من كبد وغيرها، واستبعد
القرطبيّ الاحتمال الثاني، ونصّه: و"سواد البطن" هو الكبد، وقيل: هو جميع
الحشا، وفيه بُعدٌ. انتهى (?). (أَنْ يُشْوَى) بالبناء للمفعول؛ أي: أن يُنضَج
بالنار، يقال: شَوَيْتُ اللحمَ أَشْوِيهِ شيًّا، فانشوى، مثلُ كَسَرته، فانكسر، وهو
مَشْوِيٌّ، وأصله مفعول، وأَشْوَيْتُهُ بالألف لغة، واشْتَوَيْتُهُ على افتعلت، مثلُ