مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألق الأولى): حديث أبي أيوب الأنصاريّ - رضي الله عنه - هذا من أفراد
المصنّف -رحمه الله-.
(المسألة الثائية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [19/ 5345 و 5346 و 5347] (2053)،
و(الترمذيّ) في "الأطعمة" (1811)، و (النسائيّ) في "الكبرى" ()، و (أحمد) في
"مسنده" (5/ 416 و 417)، و (أبو عوانة) في "مسنده" (5/ 200)، و (الطبرانيّ)
في "الكبير" (4/ 153)، والله تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): في فوائده:
1 - (منها): ما قال العلماء فيه أنه يستحب للآكل والشارب أن يُفضل
مما يَأكل، وَيشرب فضلةً ليواسي بها من بعده، لا سيما إن كان من أهل
الفضل، وكذا إذا كان في الطعام قلّة، ولهم إليه حاجة، ويتأكد هذا في حق
الضيف، لا سيما إن كانت عادة أهل الطعام أن يُخرجوا كل ما عندهم، وتنتظر
عيالهم الفَضْلة، كما يفعله كثير من الناس، ونقلوا أن السلف كانوا يَستحبون
إفضال هذه الفضلة المذكورة، وهذا الحديث أصلُ ذلك كله، كما قال
النوويّ -رحمه الله- (?).
2 - (ومنها): أن فيه إجلال أهل الفضل، والمبالغة في الأدب معهم.
3 - (ومنها): أن فيه منقبةً ظاهرةً لأبي أيوب الأنصاريّ - رضي الله عنه - من أَوْجُه:
منها: نزول النبيّ - صلى الله عليه وسلم - ـ عليه، ومنها أدبه معه، ومنها موافقته في ترك الثوم.
4 - (ومنها): ما قاله القرطبيّ -رحمه الله- في قول أبي أيوب: "أكره ما تكره"
جواز الامتناع من المباح، وإطلاق اسم الكراهة عليه، وإن لم يكن مطلوب
الترك. انتهى (?)، والله تعالى أعلم.
{إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}.