وغِصَنَةٍ، وأَغْصَانٍ، جَمْعُ "القُرْصَة": قُرَصٌ؛ كغُرْفَةٍ وغُرَفٍ، وفي الحديث:
"فأُتِيَ بثَلاثَةِ قِرَصَةٍ من شَعِيرٍ". انتهى (?).
وقوله: (فَوُضِعْنَ عَلَى نَبِيٍّ) قال النوويّ -رحمه الله-: هكذا هو في أكثر
الأصول: "نَبِيّ" بنون مفتوحة، ثم باء موحّدة مكسورة، ثم ياء مثناة تحتُ
مشدّدة، وفسّروه بمائدة من خُوص، ونَقَل القاضي عياض عن كثير من الرواة،
أو الأكثرين أنه: "بَتّيّ" بباء موحدة مفتوحة، ثم مثناة فوق مكسورة مشدّدة، ثم
ياء مثناة من تحتُ مشدّدة، والْبَتّ: كساءٌ من وَبَرٍ، أو صوف، فلعله منديل
وُضع عليه هذا الطعام، قال: ورواه بعضهم بضم الباء، وبعدها نون مكسورة
مشدّدة، قال القاضي الكنانيّ: هذا هو الصواب، وهو طَبَقٌ من خُوص.
انتهى (?).
وقال القرطبيّ -رحمه الله-: وقوله: "على بَتّيّ" كذا ضبطه الصدفيّ، والأسديّ
بباء واحدة مفتوحة، وبعدها تاء باثنتين من فوقها مكسورة مشدَّدة، وبعدها ياء
باثنتين من تحتها مشدَّدة، منوَّنة، قال: والبَتّ: كساء من وَبَر، أو صوف، قال
الشاعر [من الرجز]:
مَنْ كَانَ ذَا بَتٍّ فَهَذَا بَتِّي ... مُصَيِّفٌ مُقَيِّظٌ مُشَتِّي
وكأنّ الذي وُضعت القرصة عليه منديل من صوف، وكذلك عند ابن
ماهان، غير أنه فتح التّاء، وعند الطبريّ: "بُنِّيّ" بضم الباء، بعدها نون مكسورة
مشددة، والياء المشدَّدة، قال الكنانيّ: وهو الصواب، وهو: طَبَقٌ من خُوص،
قال ابن وضاح: "بُنيءٍ": طبق، أو مائدة من خوص، أو حلفاء، ووقع في
بعض النسخ: "على نبيّ" بتقديم النون مفتوحة، وكسر الباء الموَحّدة بعدها،
وقيل في تفسيره: إنَّه مائدة من خُوص، قال ثعلب: النبيئة شيءٌ مُدَوَّر يُعْمَل من
خُوص وشَرِيط.
قال: وقسمة النبيّ - صلى الله عليه وسلم - الأقرصة الثلاثة نصفين يدلّ على جواز فعل مثل