الإقامة بالمكان، ولم تدخل التاء فيه؛ لأنه صار اسْمًا للشاة. انتهى (?).
(قَالَ) جابر (فَذَبَحْتُهَا)؛ أي: ذبحت تلك البهيمة، (وَطَحَنَتْ) امرأتي ذلك
الشعير، (فَفَرَغَتْ) امرأتي من طحنها (إِلَى فَرَاغِي)؛ أي: مع فراغي من ذبح تلك
البهيمة، والفراغ بفتح الفاء: اسمٌ مِنْ فَرَغ من الشُّغْل فُرُوغًا، من باب قَعَد،
وفَرغَ يَفْرَغ، من باب تَعِبَ لغة لبني تميم، وفرغت للشيء، وإليه: قصدت،
وفرغ الشيءُ: خلا، ويتعدّى بالهمزة والتضعيف، فيقال: أفرغته، وفرّغته، قاله
الفيّوميّ (?)، وقال المجد رحمه الله: فَرَغَ منه، كمَنَعَ، وسَمِعَ، ونَصَرَ فُرُوغًا،
وفَرَاغًا، فهو فَرغٌ، وفارغٌ: خلا ذَرْعه، وفرغ له، وإليه: قصده. انتهى (?).
وفي رواية عند أحمد: "فأمرت امرأتي، فطحنت لنا الشعير، وصنعت لنا
منه خبزًا".
(فَقَطَّعْتُهَا) بتشديد الطاء المهملة؛ أي: قطّعت تلك البهيمة المذبوحة،
وجعلتها (فِي بُرْمَتِهَا) - بضمّ الموحّدة، وإسكان الراء-: قِدْرٌ من حجارة،
جمعه: بُرْمٌ بضمّ، فسكون أيضًا، وكصُرَد، وجِبَالٍ، والْمُبْرِمُ كمُحْسنٍ:
صانعها، أو من يقتلع حجارتها من الجبال، قاله المجد (?).
قال جابر - رضي الله عنه -: (ثُمَّ وَلَّيْتُ)؛ أي: أدبرت، وذهبت (إِلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -)؛
أي: ليدعوه إلى ذلك الطعام، (فَقَالَتْ) امرأته (لَا تَفْضَحْنِي)؛ أي: لا تكشف
عيبي، قال الفيّوميّ رحمه الله: الفضيحة: العيب، والجمع: فضائح، وفضحته
فَضْحًا، من باب نَفَعَ: كَشَفْته، وفي الدعاء: "لا تفضحنا بين خلقك"؛ أي:
استُر عُيوبنا، ولا تكشفها، ويجوز أن يكون المعنى: اعصِمنا حتى لا نعصي،
فنستحقّ الكشف. انتهى (?).
والمعنى هنا: لا تكشف عيبي (بـ) مجيء (رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَمَنْ مَعَهُ) من
الصحابة - رضي الله عنهم -؛ لأن الطعام لا يكفيهم، فأفتضح بذلك، ويظهر عيبي بين
الناس. (قَالَ) جابر (فَجِئْتُهُ) - صلى الله عليه وسلم - (فَسَارَرْتُهُ)؛ أي: كلّمته سرًّا فيما بيني وبينه،