وقال - في "الفتح": قوله: "فتلّه" - بفتح المثناة، وتشديد اللام -؛ أي:

وَضَعه، وقال الخطابيّ: وضعه بعُنْف، وأصله من الرمي على التّلّ، وهو

المكان العالي المرتفع، ثم استُعمل في كلّ شيء يُرمَى به، وفي كلّ إلقاء،

وقيل: هو من التَّلْتَل بلام ساكنة بين المثناتين المفتوحتين، وآخره لام، وهو

العنق، ومنه: {وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ} [الصافات: 103]؛ أي: صَرَعه، فألقى عنقه،

وجعل جنبه إلى الأرض، والتفسير الأول أليق بمعنى حديث الباب، وقد أنكر

بعضهم تقييد الخطابيّ الوضع بالعنف، قاله في "الفتح" (?)، والله تعالى أعلم.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث سهل بن سعد - رضي الله عنهما - هذا متّفقٌ عليه.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [5/ 5281 و 5282] (2030)، و (البخاريّ) في

"المساقاة" (2351 و 2366) و"المظالم" (2451) و"الهبة" (2602 و 2605)

و"الأشربة" (5620)، و (النسائيّ) في "الكبرى" (4/ 190)، و (مالك) في

"الموطّأ" (2/ 926)، و (أحمد) في "مسنده" (5/ 333 و 338)، و (ابن حبّان) في

"صحيحه" (5335)، و (أبو عوانة) في "مسنده" (5/ 158)، و (الطبرانيّ) في

"الكبير" (6/ 139 و 170)، و (البيهقيّ) في "الكبرى" (7/ 286) و"شُعَب

الإيمان" (5/ 121)، و (البغويّ) في "شرح السنّة" (3054)، و (الضياء

المقدسيّ) في "المختارة" (9/ 243)، والله تعالى أعلم.

(المسألة الثالثة): في فوائده:

1 - (منها): بيان أن سُنَّة الشُّرب العامة تقديم الأيمن في كلّ موطن، وأن

تقديم الذي على اليمين ليس لمعنى فيه، بل لمعنى في جهة اليمين، وهو فَضْلها

على جهة اليسار، فيؤخذ منه أن ذلك ليس ترجيحًا لمن هو على اليمين، بل هو

ترجيح لجهته.

قال في "الفتح": وقد يعارض حديثَ سهل هذا، حديثُ أنس الذي قبله،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015