التين: من قال: الغلام هو ابن عباس يؤخذ منه أن الصبيّ يُسَمَّى غلامًا، ومن

قال: إنه الفضل يؤخذ منه أن البالغ يُسَمّى غلامًا. انتهى (?).

(وَعَنْ يَسَارِهِ أَشْيَاخٌ) خالد بن الوليد وغيره (فَقَالَ) - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (لِلْغُلَامِ: "أَتَأْذَنُ لِي

أَنْ أُعْطِيَ هَؤُلَاءِ؟ ") الأشياخ، قال في "الفتح": لَمْ يقع في حديث أنس أنه

استأذن الأعرابيّ الذي عن يمينه، فأجاب النوويّ وغيره بأن السبب فيه أن

الغلام كان ابن عمه، فكان له عليه إدلالٌ، وكان مَنْ على اليسار أقارب الغلام

أيضًا، وطيّب نفسه مع ذلك بالاستئذان لبيان الحكم، وأن السُّنَّة تقديم الأيمن،

ولو كان مفضولًا بالنسبة إلى مَن على اليسار، وقد وقع في حديث ابن عباس

في هذه القصّة أن النبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تلطف به حيث قال له: "الشَّرْبة لك، وإن شئت

آثرت بها خالدًا"، كذا في "السنن"، وفي لفظ لأحمد: "وإِن شئت آثرت به

عمّك"، وإنما أَطلق عليه عمه؛ لكونه أسنّ منه، ولعل سنّه كان قريبًا من سنّ

العباس، وإن كان من جهة أخرى من أقرانه؛ لكونه ابن خالته، وكان خالد مع

رياسته في الجاهلية، وشَرَفه في قومه قد تأخر إسلامه، فلذلك استأذن له،

بخلاف أبي بكر، فإنّ رسوخ قدمه في الإسلام وسَبْقه يقتضي طمأنينته بجميع ما

يقع من النبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ولا يتأثر لشيء من ذلك، ولهذا لَمْ يستأذن الأعرابيّ له،

ولعله خَشِي من استئذانه أن يتوهّم إرادة صرفه إلى بقية الحاضرين بعد أبي بكر

دونه، فربما سَبَق إلى قلبه من أجل قُرب عهده بالإسلام شيء، فجرى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على

عادته في تأليف مَن هذا سبيله، وليس ببعيد أنه كان من كبراء قومه، ولهذا

جلس عن يمين النبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وأقره على ذلك. انتهى (?).

(فَقَالَ الْغُلَامُ: لَا)؛ أي: لا آذن لك في ذلك، (وَاللهِ، لَا أُوثِرُ بِنَصِيبِي)؛

أي: بحظي (مِنْكَ أَحَدًا، قَالَ) سهل - رضي الله عنه - (فتَلَّهُ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -) قال النوويّ - رَحِمَهُ اللهُ -:

أي وَضَعه فيها، وقد جاء في "مسند أبي بكر بن أبي شيبة" أن هذا الغلام هو

عبد الله بن عباس، ومن الأشياخ خالد بن الوليد - رضي الله عنه -. انتهى (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015