رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في دارنا، فاستسقي، فحلبنا شاةً لنا". (فَحَلَبْنَا لَهُ) وفي رواية
للبخاريّ: "فحلبت شاةً"، فبيّن أن أنسًا هو الذي تولّى الحلب.
والْحَلْب بفتح، فسكون، أو بفتحتين: استخراج ما في الضرع من اللبن،
كالْحِلاب بالكسر، والاحتلاب، وهو من بابي ضرب، ونصر، أفاده المجد (?).
(مِنْ شَاةٍ دَاجِنٍ) بغير هاء صفة لـ "شاة"، وقد يقال: داجنة بالهاء؛ أي: آلفة
للبيت، قال المجد - رَحِمَهُ اللهُ -: ودَجَنَ بالمكان دُجُونًا: أقام، والْحَمَامُ، والشاة،
وغيرهما: أَلِفت البيوت، وهي داجنٌ، والجمع: دَوَاجن. انتهى (?).
وقال الفيّوميّ - رَحِمَهُ اللهُ -: دَجَنَ بالمكان دَجْنًا، من باب قَتَلَ، ودُجُونًا: أقام
به، وأدجن بالألف مثله، ومنه قيل لِمَا يَأَلَف البيوت من الشاة، والحمام،
ونحوه: دواجن، وقد قيل: داجنةٌ با لهاء، وسَحَابةٌ داجنة؛ أي: ممطرةٌ،
والدَّجْنُ وزانُ فَلْس: المطر الكثير. انتهى (?).
وقال النوويّ - رَحِمَهُ اللهُ -: قوله: "من شاة داجنٍ" هي بكسر الجيم، وهي التي
تُعْلَف في البيوت، يقال: دَجَنت تَدْجُن دُجُونًا، وُيطلق الداجن أيضًا على كلّ
ما يَألَف البيت من طير وغيره. انتهى (?).
وقال في "العمدة": قوله: "شاة داجن": الداجن شاةٌ أَلِفت البيوتَ،
وأقامت بها، والشاة تذكَّر وتؤنَّث، فلذلك قال: داجنٌ، ولم يقل: داجنةٌ،
وقال ابن الأثير: الداجن: الشاة التي يَعلِفها الناسُ في منازلهم، يقال: دَجَنت
تَدْجُنُ دُجُونًا. انتهى (?).
قال الجامع عفا الله عنه: قوله: "تذكّر وتؤنّث" عبارة الفيّوميّ: الشاة: من
الغنم يقع على الذكر والأنثي، فيقال: هذا شاةٌ للذكر، وهذه شاةٌ للأنثي، وشاةٌ
ذَكَرٌ، وشاةٌ أنثي، وتصغيرها شُوَيهةٌ، والجمع شاءٌ، وشِياهٌ بالهاء رُجوعًا إلى
الأصل، كما قيل: شَفَةٌ وشِفَاهٌ، ويقال: أصلها شاهَةٌ، مثلُ عَاهَةٍ. انتهى (?).