أيضًا ما سيأتي في حديث الذِّكر عند دخول البيت. انتهى كلام النوويّ رحمهُ اللهُ (?).
قال الجامع عفا الله عنه: ظاهر النصوص يدلّ على أن التسمية على كلّ
آكل، ولا بُدّ، والأدلة التي ذكرها النوويّ للاكتفاء بتسمية الواحد عن الجماعة
ليست واضحة، فليُتأملّ، والله تعالى أعلم.
وقال في "الفتح": المراد بالتسمية على الطعام قول: "بسم الله" في
ابتداء الأكل، وأصرح ما ورد في صفة التسمية ما أخرجه أبو داود،
والترمذيّ، من طريىَ أم كلثوم، عن عائشة -رضي الله عنها- مرفوعًا: "إذا أكل أحدكم
طعامًا، فليقل: بسم الله، فإن نسي في أوله، فليقل: بسم الله في أوله
وآخره"، وله شاهد من حديث أمية بن مَخْشيّ، عند أبي داود، والنسائيّ،
وأما قول النووي في أدب الأكل من "الأذكار": صفة التسمية من أهم ما
ينبغي معرفته، والأفضل أن يقول: "بسم الله الرحمن الرحيم"، فإن قال:
بسم الله كفاه، وحصلت السُّنَّة، فلم أر لِمَا ادّعاه من الأفضلية دليلًا خاصًّا،
وأما ما ذكره الغزاليّ في آداب الأكل من "الإحياء" أنه لو قال في كل لقمة:
بسم الله كان حسنًا، وأنه يستحب أن يقول مع الأُولى: بسم الله، ومع
الثانية: بسم الله الرحمن، ومع الثالثة: بسم الله الرحمن الرحيم، فلم أر
لاستحباب ذلك دليلًا، والتكرار قد بَيَّن هو وجهه بقوله: حتى لا يشغله
الأكل عن ذكر الله. انتهى (?).
2 - (ومنها): جواز الحلف من غير استحلاف، وقد تقدّم بيانه مرّات،
وتفصيل الحال في استحبابه وكراهته.
3 - (ومنها): بيان تسلّط الشيطان على بني آدم، إذا لم يعتصموا بذكر الله
تعالى، فيدفعهم إلى ما يُلحق بهم الضرر في دينهم، ودنياهم، فينبغي للعبد أن
يتعوّذ، ويلجأ إلى الله تعالى في أحواله كلّها، فقد قال الله تعالى: {إِنَّ الشَّيْطَانَ
لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا} [فاطر: 6]، ولا يمكن اتخاذ عدوّ يَرَى من حيث لا يُرى
إلا بالله الذي يراه، ولا يراه، أعاذنا الله تعالى من إبليس وجنوده بمنّه وفضله.