وقال في "الفتح": قوله: "إن هذه النار إنما هي عدوّ لكم" هكذا أورده
بصيغة الحصر مبالغةً في تأكيد ذلك، قال ابن العربيّ رحمهُ اللهُ: معنى كون النار
عدوًّا لنا أنها تنافي أبداننا، وأموالنا منافاةَ العدوّ، وإن كانت لنا بها منفعة،
لكن لا يحصل لنا منها إلا بواسطة، فأطلق أنها عدوّ لنا؛ لوجود معنى العداوة
فيها، والله أعلم. انتهى (?).
(فَإِذَا نِمْتُمْ) بكسر النون، من باب خاف يخاف، (فَأَطْفِئُوهَا عَنْكُمْ") بقطع
الهمزة، من الإطفاء رباعيًّا؛ أي: أَخْمِدوها.
قال ابن دقيق العيد رحمهُ اللهُ: يؤخذ من حديث أبي موسى -رضي الله عنه- سبب الأمر
في حديث جابر بإطفاء المصابيح، وهو فنّ حسن غريب، ولو تُتُبّع لحصل منه
فوائد، قال الحافظ: قد أفرده أبو حفص العكبريّ من شيوخ أبي يعلى بن الفرّاء
بالتصنيف، وهو في المائة الخامسة، ووقفت على مختصر منه، وكأن الشيخ ما
وقف عليه، فلذلك تمنى أن لو تتبع. انتهى، والله تعالى أعلم.
مسألتان تتعلّقان بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث أبي موسى الأشعريّ -رضي الله عنه- هذا متّفقٌ عليه.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [10/ 5247] (2016)، و (البخاريّ) في
"الاستئذان" (6294)، و (ابن ماجه) في "الأدب" (3770)، و (ابن أبي شيبة)
في "مصنّفه" (5/ 263)، و (أحمد) في "مسنده" (4/ 399)، و (ابن حبّان) في
"صحيحه" (5520)، و (أبو عوانة) في "مسنده" (5/ 146)، و (أبو يعلى) في
"مسنده" (13/ 277)، و (البزّار) في "مسنده" (8/ 148)، و (البيهقيّ) في "شُعَب
الإيمان" (5/ 128)، وفوائد الحديث تقدّمت، ولله الحمد والمنة.
{إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}.