وقوله: (لَا يَمُرُّ بِإِنَاءٍ) جملة في محلّ رفع نعت لـ "وباءٌ"، وقوله: (لَيْسَ
عَلَيْهِ غِطَاءٌ) في محلّ جرّ نعت لـ"إناء"، والغطاء بالكسر، وزانُ كتاب: السِّتْر،
وهو ما يُغطَّى به، وجمعه أغطيةٌ، مأخوذ من قولهم: غَطَا الليل يَغْطُو: إذا
سترت ظلمته كلَّ شيء (?). (أَوْ سِقَاءٍ) "أو" هنا للتنويع، (لَيْسَ عَلَيْهِ وِكَاءٌ)
بالكسر: ما يُشدّ به رأس القِرْبة، ونحوها. (إِلَّا نَزَلَ فِيهِ)؛ أي: في المذكور من
الإناء، والسقاء، (مِنْ ذَلِكَ الْوَبَاءِ") "من" هنا للتبعيض؛ أي: بعض ذلك الوباء
النازل.
قال الشوكانيّ رحمهُ اللهُ: والتعليل بقوله: "فإن في السنة ليلة" يُشعر بأن شرعية
التخمير للوقاية عن الوباء، وكذلك الإيكاء، وقد تكلف بعضهم لتعيين هذه
الليلة، ولا دليل له على ذلك. انتهى (?).
مسألتان تتعلّقان بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- هذا من أفراد
المصنّف رحمهُ اللهُ.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [10/ 5244 و 5245] (2014)، و (أحمد) في
"مسنده" (3/ 355)، و (عبد بن حُميد) في "مسنده" (1140)، و (البخاريّ) في
"الأدب المفرد" (1230)، و (أبو عوانة) في "مسنده" (5/ 145)، و (البيهقيّ) في
"شُعَب الإيمان" (5/ 127)، وفوائد الحديث تقدّمت، ولله الحمد والمنّة.
وبالسند المتّصل إلى المؤلّف رحمهُ اللهُ أوّل الكتاب قال:
[5245] ( ... ) - (وَحَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيُّ الْجَهْضَمِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا
لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ، بِمِثْلِهِ، غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: "فَإِنَّ فِي السَّنَةِ يَوْمًا يَنْزِلُ فِيهِ
وَبَاءٌ"، وَزَادَ فِي آخِرِ الْحَدِيثِ: قَالَ اللَّيْثُ: فَالأَعَاجِمُ عِنْدَنَا يَتَّقُونَ ذَلِكَ (?) فِي
كَانُونَ الأوَّلِ).