وبالسند المتّصل إلى المؤلّف - رَحِمَهُ اللهُ - أَوَّل الكتاب قال:
[5236] ( ... ) - (وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَي، قَالَ: قَرَأتُ عَلَى مَالِكٍ، عَنْ
أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِهَذَا الْحَدِيثِ، غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: "وَاكْفِئُوا
الإِنَاءَ، أَوْ خَمِّرُوا الإِنَاءَ"، وَلَمْ يَذْكُرْ تَعْرِيضَ الْعُودِ عَلَى الإِنَاءِ).
رجال هذا الإسناد: أربعة:
1 - (يَحْيَى بْنُ يَحْيَى) بن بكر التميميّ، أبو زكرياء النيسابوريّ، ثقةٌ ثبتٌ
إمامٌ [10] (ت 226) على الصحيح (خ م ت س) تقدم في "المقدمة" 3/ 9.
2 - (مَالِكُ) بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو الأصبحيّ، أبو
عبد الله المدنيّ الفقيه، إمام دار الهجرة، رأس المتقنين، وكبير المتثبّتين [7]
(ت 79 1) وله (90) سنة (ع) تقدّم في "شرح المقدَّمة" ج 1 ص 378.
والباقيان ذُكرا قبله.
[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد:
أنه من رباعيّات المصنّف - رَحِمَهُ اللهُ -، كلاحقه، وهو (388) من رباعيّات
الكتاب، وفيه جابر - رضي الله عنه - أحد المكثرين السبعة، روى (1540) حديثًا.
وقوله: (غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ .... إلخ) فاعل "قال" ضمير مالك - رَحِمَهُ اللهُ -؛ أي: قال
مالك: "واكفئوا الإناء، أو خمّروا الإناء"، بدل قول الليث: "غَطّوا الإناء"،
و"أو" في روايته للشكّ (?)، حيث شكّ هل قال: "واكفئوا الإناء"، أو قال بدله:
"خَمّروا الإناء"؟
وقال ابن عبد البرّ - رَحِمَهُ اللهُ -: وأما قوله: "وخمّروا الإناء" فالتخمير ههنا
التغطية، وما خمّرته فقد غَظيته، وإنما يُكفأ من الأواني ما لا يمكن تغطيته،
وتخميره، وقوله في حديث مالك: "خَمّروا الأناء، أو أكفئوا الإناء"، يَحْتَمِل
أن يكون التخيير في تخمير الإناء، وتحويله، وَيحْتَمِل أن يكون شكًّا من
المحدَّث. انتهى (?).