ضدّ انفتح، وغَلَقْتُهُ غَلْقًا، من باب ضرب لغة قليلة، حكاها ابن دريد عن أبي
زيد، قال الشاعر:
وَلَا أَقُولُ لِقِدْرِ الْقَوْمِ قَدْ غَلِيَتْ ... وَلَا أَقُولُ لِبَاب الدَّارِ مَغْلُوقُ (?)
وقال المجد - رَحِمَهُ اللهُ -: وغَلَقَ البابَ يَغْلِقُه لُثْغَةٌ، أو لُغيّةٌ رديئةٌ في أغلقه.
انتهى.
وقال المرتضى في "شرحه": وغلَقَ البابَ يَغْلِقُه، من حدِّ ضرَبَ غلْقًا،
نقَلَها ابنُ دُريد، وعَزاها إلى أبي زيْدٍ، لُثْغَةٌ، أو لُغَيّة رَديئةٌ متْروكة في أغْلَقَه،
فهو مُغْلَقٌ، أو نادِرَة، وقد جاءَ ذلك في قوْلِ الشّاعِرِ [من الطويل]:
لَعِرْضٌ من الأعْراضِ يُمْسي حَمامُهُ ... ويُضْحِي عَلَى أفنائِهِ الغِينِ يهْتِفُ
أحَبُّ إِلَى قْلِبي من الدّيكِ رَنّةً ... وَبَاب إِذَا مَا مَالَ للغَلْقِ يَصرِفُ
وهي لُغة متروكة كما قاله الجوهريّ، قالً أبو الأسود الدُّؤَليّ:
وَلَا أقولُ لقِدْرِ القوْمِ قَدْ غَلِيَتْ ... وَلَا أقولُ لِبَابِ الدّارِ مَغْلوقُ
لَكِنْ أقولُ لِبابي مُغْلَقٌ وَغلَتْ ... قِدْرِي وقابَلَها دَنٌّ وإبْريقُ
وأما غَلَّق البابَ فهي لُغَة فَصيحة، وربّما قالوا: أغْلَقْتُ الأبوابَ يُراد بها
التَّكثير، نقله سيبَوَيه، قال: وهو عرَبيٌّ جيّدٌ، وأنشَدَ الجوْهَريُّ للفَرزدق [من البسيط]:
مَا زِلْتُ أفتَحُ أبْوابًا وأُغْلِقُها ... حَتَّى أتَيْتُ أبا عمْرِو بْنَ عمّارِ
قال أبو حاتِم السِّجِسْتانيّ: يُريدُ أبا عَمرو بنَ العَلاءِ. انتهى (?).
(وَأَطْفِئُوا السِّرَاجَ) بقطع الهمزة، من الاطفاء رباعيًّا، يقال: طَفِئت النار
تَطْفأ بالهمز، من باب تَعِب طُفُوءًا، على فُعُولٍ: خَمَدَت، وأطفأتها، ومنه
أطفاتُ الفتنةَ: إذا سَكّنتها، على الاستعارة، قاله الفيّوميّ (?).
وقال ابن عبد البرّ - رَحِمَهُ اللهُ -: قوله: "أطفؤوا السراج" مهموز أيضًا،
قال الله - عَزَّوَجَلَّ -: {كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ} [المائدة: 64]، وقال الشاعر:
بَرَزْتُ فِي غَايَتِي وَشَايَعَنِي ... مُوقِدُ نَارِ الْوَغَى وَمُطْفِؤُهَا
وقال غيره: