2 - (اللَّيْثُ) بن سعد بن عبد الرَّحمن اللهْميّ، أبو الحارث المصريّ،
ثقةٌ ثبتٌ فقيهٌ إمامٌ مشهورٌ [7] مات في شعبان (175) (ع) تقدّم في "شرح
المقدّمة" ج 2 ص 412.
والباقون ذُكروا في الباب الماضي، وقبل باب.
[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد:
أنه من رباعيّات المصنّف - رَحِمَهُ اللهُ -، وهو (387) من رباعيّات الكتاب.
شرح الحديث:
(عَنْ جَابِرٍ) - رضي الله عنه -، لا يقال: عنعنة أبي الزبير غير مقبولة؛ لأنه مدلّس؛
لأنا نقول: إن الراوي هنا هو الليث بن سعد، وهو لا يروي عنه إلَّا ما سمعه
من جابر - رضي الله عنه -، وقد قدّمنا قصّته في هذا، وإلى هذا، أشرت في أبيات من
جملتها:
كَذَاكَ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ اللَّيْثُ إِنْ ... رَوَى فَلَا تَدْلِيسَ يُخْشَى يَا فَطِنْ
فَإِنَّهُ لَمْ يَرْوِ عَنْهُ غَيْرَ مَا ... سَمِعَهُ مِنْ جَابِرٍ فَاغْتَنِمَا
(عَنْ رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -) أَنَّهُ قَالَ: "غَطُّوا) بفتح الغين المعجمة، وضمّ الطاء
المشدّدة، وأصله غَطِّيُوا، بوزن عَلِّمُوا، فنُقلت ضمّة الياء إلى الطاء دفعًا للثقل،
ثم حذفت الياء لالتقاء الساكنين، وتشديد الطاء للمبالغة؛ إذ ثلاثيّه متعدّ، قال
الفيّوميّ - رَحِمَهُ اللهُ -: غَطَوْتُ الشيءَ أَغْطُوهُ، وغَطَيْتُهُ أَغْطِيهِ، من بابي عَلَا، ورَمَي،
والتثقيل مبالغةٌ، وأَغْطَيْتُهُ بالألف أيضًا، ويَختلف وزن المفعول بحسب وزن
الفعل، والغِطَاءُ مثلُ كتاب: السِّتْرُ، وهو ما يُغَطَّى به، وجمعه: أَغْطِيَةٌ، مأخوذ
من قولهم: غَطَا الليلُ يَغْطُو: إذا سترَتْ ظلمته كلَّ شيء. انتهى (?).
وقوله: (الإِنَاءَ) مفعول "غَطُّوا"، وهو بكسر الهمزة، وجمعه الآنية،
كالوِعاء والأوعية وزنًا ومعنًي، والأواني جمع الجمع، قاله الفيّوميّ (?).
(وَأَوْكُوا السِّقَاءَ)؛ أي: اربطوه بالوِكاء، وهو بالكسر: ما يُربط به فم
القِربة، ونحوها، وأصل "أوكوا": "أوكيوا" بوزن أَكرموا، فنُقلت ضمّة الياء إلى