الساعديّ أن يرسل إليها، فقَدِمت، فنزلت في أُجُم بني ساعدة، فخرج النبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -

حتى جاءها، فدخل عليها، فإذا امرأة منكسة رأسها، فلما كلمها قالت: أعوذ

بالله منك، قال: لقد أعذتك مني، فقالوا لها: أتدرين من هذا؟ هذا

رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جاء ليخطبك، قالت: كنت أنا أشقى من ذلك"، فإن كانت

القصّة واحدةً، فلا يكون قوله في حديث الباب (?): "الحقها بأهلها"، ولا قوله

في حديث عائشة: "الحقي بأهلك" تطليقًا، ويتعئن أنَّها لَمْ تعرفه، وإن كانت

القصة متعددةً، ولا مانع من ذلك، فلعل هذه المرأة هي الكلابية التي وقع فيها

الاضطراب، وقد ذكر ابن سعد بسند فيه العَرْزميّ الضعيف عن ابن عمر، قال:

كان في نساء النبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سنا بنت سفيان بن عوف بن كعب بن أبي بكر بن

كلاب، قال: وكان النبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بعث أبا اسيد الساعدي يخطب عليه امرأة من بني

عامر، يقال لها: عمرة بنت يزيد بن عُبيد بن رؤاس بن كلاب بن ربيعة بن

عامر، قال ابن سعد: اختَلَف علينا اسم الكلابية، فقيل: فاطمة بنت

الضحاك بن سفيان، وقيل: عمرة بنت يزيد بن عبيد، وقيل: سنا بنت سفيان بن

عوف، وقيل: العالية بنت ظبيان بن عمرو بن عوف، فقال بعضهم: هي

واحدة، اختُلف في اسمها، وقال بعضهم: بل كنّ جَمْعًا، ولكن لكل واحدة

منهن قصة غير قصة صاحبتها، ثم ترجم الْجَوْنية، فقال: أسماء بنت النعمان،

ثم أخرج من طريق عبد الواحد بن أبي عون، قال: قَدِم النعمان بن أبي الْجَون

الكنديّ على رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مسلمًا، فقال: يا رسول الله إلا أزوجك أجمل أَيِّم

في العرب، كانت تحت ابن عمّ لها، فتُوُفّي، وقد رَغِبت فيك؟ قال: نعم،

قال: فابعث من يحملها إليك، فبعث معه أبا أُسيد الساعديّ، قال أبو أسيد:

فأقمت ثلاثة أيام، ثم تحمّلت معي في محفّة، فأقبلت بها حتى قدِمت المدينة،

فأنزلتها في بني ساعدة، ووجهت إلى رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وهو في بني عمرو بن

عوف، فأخبرته الحديث، قال ابن أبي عون: وكان ذلك في ربيع الأول سنة

تسع، ثم أخرج من طريق أخرى عن عمر بن الحكم، عن أبي أُسيد قال:

"بعثني رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلى الجونية، فحملتها، حتى نزلت بها في أُطُم بني

طور بواسطة نورين ميديا © 2015