(يُقَالُ لَهُ: الْمِزْرُ، فَقَالَ النَّبِي-صلى الله عليه وسلم-: "أَوَ مُسْكِرٌ هُوَ؟ ") قال القرطبىّ رحمه الله:

الرواية التي لا يُعرَف غيرها هي بفتح الهمزة، وفتح الواو على جهة الاستفهام

عن صفة النبيذ المسؤول عنه، وهو حجة على من علّق التحريم على وجود

الإسكار بالشارب من غير اعتبار وصف المشروب، وهم الحنفيّة، وهذا نصٌّ

في أن المعتبَر شرعًا إنما هو المعنى الذي في الخمر الذي يعبّر عنه الفقهاء

بالشدّة المطربة، والمسكرة. انتهى (?).

(قَالَ) الرجل (نَعَمْ)؛ أي: هو مسكرٌ (قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "كُلُّ مُسْكِرٍ

حَرَامٌ، إِن عَلَى اللهِ عز وجل عَهْدًا)؛ أي: وعيدًا جعله على نفسه سبحانه وتعالى حسبما سبق

في عِلْمه، (لِمَنْ يَشْرَبُ الْمُسْكِرَ أَنْ يَسْقِيَهُ) بفتح حرف المضارعة، وضمّها،

كما سبق بيانه غير مرّة، (مِنْ طِينَةِ الْخَبَال") بفتح الخاء المعجمة. (قَالُوا: يَا

رَسُولَ اللهِ، وَمَا طِينَةُ الْخَبَالِ؟ قَالَ: "عَرَق) بفتحتين، (أَهْلِ النَّارِ، أَوْ) للشكّ من

الراوي؛ أي: أو قال (عُصَارَةُ أَهْلِ النَّارِ") "العُصارة"- بضم العين المهملة: ما

سال عن العَصْر، ومنه قيل: اعتصرت مال فلان: إذا استخرجته منه. قاله في

"المصباح". قال القرطبيّ رحمه الله: وفي حديث آخر: "صديد أهل النار"، وسُمّي

ذلك بطينة الخبال؛ لأنها تَخْبُل عقل شاربها، وتُفسد حاله، مأخوذ من الْخَبَل

في العقل، قال: وهذا الوعيد، وإن كان معلّقًا على مُطْلَق الشرب، فقد قيّده

في الحديث الآخر منها، فقال رحمه الله: "من شرب الخمر في الدنيا، فمات، وهو

يُدمنها، لم يتب، لم يشربها في الآخرة"، وأما من تاب منها، فلم يدخل في

هذا الوعيد إذا حَسُنَت توبته. انتهى كلام القرطبيّ رحمه الله (?).

[تنبيه]: حديث جابر -رضي الله عنه- هذا مختصر هنا، وقد ساقه أبو عوانة في

"مسنده" مطوّلًا، فقال:

(7953) - حدّثنا محمد بن إسماعيل بن سالم الصائغ، قال: ثنا محرز بن

عون، أو ابن سلمة، قال: ثنا عبد العزيز بن محمد، عن عُمارة بن غَزِيّة، عن

أبي الزبير، عن جابر -رضي الله عنه- قال: قَدِمَ نفر من جَيشان، من أهل اليمن، فقالوا:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015