[المائدة: 91] (فَهُوَ حَرَامٌ")؛ أي: فشُربه محرّم، والله تعالى أعلم.

والحديث تقدّم تمام البحث فيه في الحديث الماضي، والله تعالى أعلم.

وبالسند المتّصل إلى المؤلّف - رَحِمَهُ اللهُ - أوّل الكتاب قال:

[5205] ( ... ) - (وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي

خَلَفٍ - وَاللَّفْظُ لِابْنِ أَبِي خَلَفٍ - قَالَا: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ بْنُ عَدِيٍّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ -

وَهُوَ ابْنُ عَمْرٍو - عَنْ زيدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو

بُرْدَةَ، عَنْ أَبيهِ، قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَمُعَاذًا إِلَى الْيَمَنِ، فَقَالَ: "ادْعُوَا

النَّاسَ، وَبَشِّرَا، وَلَا تُنَفِّرَا، وَيَسِّرَا، وَلَا تُعَسِّرَا"، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَفْتِنَا

فِي شَرَابَيْنِ، كُنَّا نَصْنَعُهُمَا بِالْيَمَنِ: الْبِتْعُ، وَهُوَ مِنَ الْعَسَلِ، يُنْبَذُ حَتَّى يَشْتَدَّ،

وَالْمِزْرُ، وَهُوَ مِنَ الذُّرَةِ وَالشَّعِيرِ، يُنْبَذُ حَتَّى يَشْتَدَّ، قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَدْ

أُعْطىَ جَوَامِعَ الْكَلِمِ بِخَوَاتِمِهِ، فَقَالَ: "أَنْهَى عَنْ كُلِّ مُسْكِرٍ، أَسْكَرَ عَنِ الصَّلَاةِ").

رجال هذا الإسناد: ثمانية:

1 - (مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي خَلَفٍ) السلميّ، أبو عبد الله البغداديّ، ثقةٌ

[10] (ت 237) (م د) تقدم في "الإيمان" 92/ 502.

2 - (زَكَرِيَّاءُ بْنُ عَدِيِّ) بن الصَّلت التيميّ مولاهم، أبو يحيى الكوفيّ،

نزيل بغداد، ثقةٌ حافظ فاضل، من كبار [10] (ت 11 أو 212) (خ م مدت س

ق) تقدّم في "المقدّمة" 6/ 88.

3 - (عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو) بن أبي الوليد الرّقّيّ، أبو وهب الأسديّ، ثقةٌ فقيهٌ

ربّما وَهِمَ [8] (ت 180) عن (85) سنة (ع) تقدّم في "المقدّمة" 6/ 96.

4 - (زيدُ بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ) واسم أبيه زيد، تقدّم قريبًا.

والباقون ذُكروا في الباب وقبله.

وقوله: (فَقَالَ: "ادْعُوَا النَّاسَ) بألف التثنية خطابًا لأبي موسى ومعاذ - رضي الله عنهما -.

وقوله: (وَبَشِّرَا، وَلَا تُنَفِّرَا) "بشّرا" أمرّ من البشارة، وهي الإخبار بالخير،

وهي نقيض النذارة، وهي الإخبار بالشرّ، والمعنى: وبشّرا الناسَ، أو المؤمنين

بفضل الله تعالي، وثوابه، وجزيل عطائه، وسعة رحمته، وكذا المعنى في قوله:

"ولا تنفّرا"، يعني: بذكر التخويف، وأنواع الوعيد، فيُتألّف من قرُب إسلامه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015