2 - (عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ) بن يعقوب الأنصاريّ مولاهم، أبو أيوب
المصريّ، ثقةٌ ثبتٌ فقيه [7] مات قبل (150) (ع) تقدم في "الإيمان" 16/ 169.
والباقون ذُكروا في الباب.
وقوله: (نَهَى أَنْ يُخْلَطَ التَّمْرُ وَالزَّهْوُ) أما "التمر"، فقال الفيّوفي - رَحِمَهُ اللهُ -:
هو: من ثمر النخل، كالزبيب من العنب، وهو اليابس بإجماع أهل اللغة؛ لأنه
يُتْرَك على النخل بعد إرطابه حتى يجفّ، أو يقارب، ثم يُقطع، وُيترك في
الشمس حتى ييبس، قال أبو حاتم: وربما جُدّت النخلة، وهي باسرة بعدما
أَخَلَّت؛ ليخفَّف عنها، أو لخوف السرقة، فتُترك، حتى تكون تمرًا، الواحدة:
تَمْرَةٌ، والجمع: تُمُورٌ، وتُمْرَانٌ بالضمّ، والتَّمْرُ يذكَّر في لغة، ويؤنّث في لغة،
فيقال: هو التَّمْرُ، وهي التَّمْرُ، وتَمَرْتُ القومَ تَمْرًا، من باب ضرب: أطعمتهم
التمر، ورجل تَامِرٌ، ولابِن: ذو تمر، ولبن، قال ابن فارس: التَّامِرُ، الذي
عنده التمر، والتَّمَّارُ: الذي يبيعه، وتَفَرْتُهُ تَتْمِيرًا: يبّسته، فَتَتَمَّرَ هو، وأَتْمَرَ
الرطبُ: حان له أن يصير تمرًا. انتهى (?).
وأما "الزَّهْو" - بفتح الزاي، وضمّها - لغتان مشهورتان، قال
الجوهريّ: أهل الحجاز يضمّون، وهو البُسر الملوّن الذي بدا فيه حمرة، أو
صفرة، وطاب. كذا قال النوويّ - رَحِمَهُ اللهُ -. وقال الفيّوميّ: زَها النخلُ يزهو زَهْوًا،
والاسم الزّهُوُّ بالضمّ: ظهرت الحمرة، والصفرة في ثمره. وقال أبو حاتم:
وإنما يُسَمّى زَهْوًا: إذالم خَلَصَ لونُ البُسرة في الحمرة، أو الصفرة، ومنهم
من يقول: زها النخلُ: إذا نبت ثمره، وأزهى: إذا احمرّ، أو اصفرّ.
انتهى.
وخلاصة القول أنه يُستفاد مما سبق أن الزهو فيه ثلاث لغات: الزّهو
بفتح، فسكون، كالدلو، والزُّهو بضم، فسكون، كالقفل، والزهُوّ بضم، فتشديد
واو، كالغُلُوّ، فتنبّه، والله تعالى أعلم.
والحديث متّفقٌ عليه، وقد مضى البحث فيه مستوفًي، ولله الحمد.