(اعلم): أن "الأشربة" - بفتح الهمزة، وكسر الراء -: جمع شَرَاب، وهو
ما يُشرب من المائعات، وشَرِبته شَرْباً بالفتح، والاسم: الشُّرْبُ بالضمّ، وقيل:
هما لغتان، والفاعل شاربٌ، والجمع شاربون، وشَرْبٌ، مثلُ صاحب
وصَحْب، ويجوز شَرَبَةٌ، مثلُ كافر وكَفَرَة. قال السَّرَقُسْطِيّ: ولا يُقال في
الطائر: شَرِبَ الماء، ولكن يقال: حَسَاه، وقال ابن فارس في مُتَخَيَّرِ الألفاظ:
الْعَبُّ شُرب الماء من غير مصّ. وقال في "البارع": قال الأصمعيّ: يقال في
الحافر كلِّه، وفي الظِّلْف: جَرَعَ الماءَ يَجْرَعه، وهذا كلُّهُ يدلّ على أن الشرب
مخصوصٌ بالمصّ حقيقةً، ولكنه يُطلق على غيره مجازاً. قاله الفيّوميّ (?). والله
تعالى أعلم بالصواب.
(?) - (بَابُ تَحْرِيمِ الْخَمْرِ، وَبَيَانِ أَنَّهَا تَكُونُ مِنْ عَصِيرِ الْعِنَبِ،
وَمِنَ التَّمْرِ، وَالْبُسْرِ، وَالزَّبِيبِ، وَغَيْرِهَا، مِمَّا يُسْكِرُ)
(اعلم): أن "الخمر" - بفتح الخاء المعجمة، وسكون الميم، آخره راء -:
مأخوذة من خَمَر إذا ستر، ومنه خِمار المرأة، وكل شيء غَطَّى شيئاً فقد خمره،
ومنه: "خَمِّرُوا آنيتكم"، فالخمر تخمّر العقل؛ أي: تغطيه وتستره، ومن ذلك
الشجر الملتفّ، يقال له: الْخَمَر- بفتح الميم - لأنه يُغَطِّي ما تحته ويستره،
يقال منه: أخمرتِ الأرضُ كَثُر خَمَرها، قال الشاعر [من الوافر]:
أَلَا يَا زَيْدُ وَالضَّخَاكَ سِيرَا ... فَقَدْ جَاوَزْتُمَا خَمَرَ الطَّرِيقِ
أي: سيرا مُدِلِّين، فقد جاوزتما الوَهْدة التي يستتر بها الذئب وغيره،