وحُضرته، وحِضرته. انتهى (?).
وقال النوويّ: هي بفتح الحاء، وضمّها، وكسرها، والضاد ساكنة فيها
كلِّها، وحُكي فتحها، وهو ضعيفٌ، وإنما تُفتَح إذا حُذفت الهاء، فيقال: بحضر
فلان. انتهى (?).
(زَمَنَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "ادَّخِرُوا ثَلَاثًا) وفي رواية النسائيّ: "كُلُوا، وادّخروا ثلاثًا"، (ثُمَّ تَصَدَّقُوا بِمَا بَقِيَ"): والمعنى: كلوا
بعضه، وادّخروا بعضه مدةَ ثلاث ليال، وما فَضَل عن ذلك، فتصدّقوا به على
هؤلاء المحتاجين. (فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ) اسم "كان" محذوف؛ أي: فلمّا كان
الزمن بعد ذلك الوقت الذي قال فيه - صلى الله عليه وسلم -: "ادّخروا ... إلخ"؛ أي: في العام
الذي يليه، (قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ النَّاسَ يَتَّخِذُونَ الأَسْقِيَة) بفتح الهمزة:
جمع سقاءَ، قال المجد رحمه الله: السِّقاء، ككِسَاءٍ: جلدُ السَّخْلة إذا أجذع، يكون
للماء واللبن، جَمْعه: أسقية، وأسقياتٌ، وأساقٍ. انتهى (?).
(مِنْ ضَحَايَاهُمْ) بفتح الضاد: جمع ضَحِيّة، كعطيّة وعطايا، كما سبق أول
الكتاب، (وَيَجْمِلُونَ) بالجيم، وفتح أوله، وضمّه، من جَمَل، كنصر، وضرب،
وأجمل، يقال: جَمَلتُ الدهن، أَجمِله، بكسر الميم، وأجمُلُه بضمّها جَمْلًا،
وأجملته إجمالًا؛ أي: أَذَبْته، قاله النوويّ (?).
وقال القرطبيّ: "الأسقية": جمع سقاء، كالأخبية، جمع خِبَاء،
و"يجملون": يُذيبون، و"الودك": الشحم، يقال: جملت الشحم، واجتملته:
إذا أذبته، وربّما قالوا: أجملت، وهو قليل. انتهى (?).
ووقع في بعض النُّسخ: "ويَحْملون" بالحاء المهملة، من الحمل؛ أي:
يحملون الودك في تلك الأسقية، والله تعالى أعلم.
(مِنْهَا)؛ أي: من تلك الضحايا، (الْوَدَكَ) بفتحتين؛ أي: الشحم، ودَسَم
اللحم؛ أي: يُذيبون الشحم، ويستخرجون دهنه، (فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "وَمَا