رسول الله، إن لي كلابًا مكلَّبة، فأفْتِني في صيدها؟ ، فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "إن كان لك كلاب مكلَّبة، فَكُلْ مما أمسكن عليك"، قال: ذَكِيًّا أو غير ذكي؟ ، قال: "نعم"، قال: فإن أكل منه؟ قال: "وإن أكل منه"، فقال: يا رسول الله، أفتني في قوسي، قال: "كُلْ ما ردّت عليك قوسك"، قال: "ذَكيًّا أو غير ذكي"، قال: وإنْ تغيَّب عني، قال: "وإن تغيَّب عنك، ما لم يَصِلَّ، أو تجد فيه أثرًا غير سهمك"، قال: أفْتِني في آنية المجوس، إن اضْطُررنا إليها، قال: "اغسلها، وَكُلْ فيها".
وقوله: ما لم يَصِلّ" بصاد مهملة، مكسورة، ولام ثقيلة؛ أي: يُنتِنَ.
(وَمَا أَصَبْتَ بكَلْبِكَ الْمُعَلَّمِ، فَاذْكُرِ اسْمَ اللهِ، ثُمَّ كُلْ، وَمَا أَصَبْتَ بِكَلْبِكَ الَّذِي لَيْسَ بِمُعَلَّمٍ، فَأَدْرَكْتَ ذَكَاتَهُ)؛ أي: أدركته حيًّا، فذكّيته (فَكُلْ") فيه أنه لا يحلّ ما أُدرك من الصيد حيًّا، إلا بذَبْحه، قال النوويّ - رحمه الله -: هذا مُجْمَع عليه أنه لا يحلّ إلا بذكاته. انتهى، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث أبي ثعلبة الْخُشَنيّ - رضي الله عنه - هذا متّفق عليه.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [1/ 4975 و 4976] (1930)، و (البخاريّ) في "الذبائح والصيد" (5478 و 5496)، و (أبو داود) في "الصيد" (2852 و 2855 و 2856)، و (الترمذيّ) في "الصيد" (1464) و"الأطعمة" (1797)، و (النسائيّ) في المجتبى (7/ 181) و"الكبرى" (3/ 144)، و (ابن ماجه) في "الصيد" (3207)، و (عبد الرزّاق) في "مصنّفه" (8503)، و (الطيالسيّ) في "مسنده" (1014 و 1015)، و (أحمد) في "مسنده" (4/ 193 و 195)، و (ابن حبّان) في "صحيحه" (5879)، و (أبو عوانة) في "مسنده" (5/ 13)، و (البيهقيّ) في "الكبرى" (9/ 247 - 248 و 10/ 10)، و (البغويّ) في "شرح السنّة" (2771)، والله تعالى أعلم.