والخوف، ومفارقة الأهل والأصحاب، وخشونة العيش. انتهى (?).
وقال المناويّ - رحمه الله -: قوله: "طعامَه. . . إلخ" منصوب بنزع الخافض على المفعولية؛ لأن "مَنَع" يتعدى لمفعولين: الأول "أحدكم"، والثاني: "طعامه"، و"شرابه" عطفٌ عليه، و"نومه" إما على الأول، أو الثاني، والمراد: منعُ كمالات المذكورات، لا أصلها، ومما تقرَّر عُلِم أن المراد: العذاب الدنيويّ، وأما ما قيل من أن المراد العذاب الأخرويّ بسبب الإثم الناشئ عن المشقّة فيه، فناشئ عن عدم تأمّل.
[فإن قلت]: لِمَ عَبّر بالعذاب دون العقاب؟ .
[قلت]: لكون العذاب أعمّ؛ إذ العذاب: الألم كما تقرر، وليس كل مؤلم يكون عقابًا على ذنب، قاله المناويّ - رحمه الله - (?).
(فَإِذَا قَضَى أَحَدُكُمْ نَهْمَتَهُ) - بفتح النون، وسكون الهاء -؛ أي: رغبته، أو مقصوده، أو حاجته، والمقصود منه: استحباب تعجيل الرجوع إلى الأهل بعد قضاء شغله، ولا يتأخر بما ليس له بمهم، قاله النوويّ - رحمه الله - (?).
وقال في "العمدة": النهمة - بفتح النون، وضمها، وكسرها (?) -: بلوغ الهمة في الشيء. انتهى (?).
(مِنْ وَجْهِهِ)؛ أي: مقصده، أو من جهة سفره، وبيانه في حديث ابن عديّ بلفظ: "إذا قضى أحدكم وَطَره من سفره"، وفي رواية روّاد بن الجرّاح: "فَرَغ أحدكم من حاجته". (فَلْيُعَجِّلْ) بضم حرف المضارعة، (إِلَى أَهْلِهِ") وفي رواية عتيق، وسعيد المقبريّ: "فليُعجّل الرجوع إلى أهله"، وفي رواية أبي