المغنم، وقال ابن السّكّيت: لَمْ نسمع في المغنم إلَّا غلّ ثلاثيًّا، وهو متعدّ في الأصل، لكن أُمِيتَ مفعوله، فلم يُنطَق به. انتهى (?).
(فَعَظَّمَهُ)؛ أي: عظّم شأنه، وجعله ذنبًا عظيمًا، (وَعَظَمَ أَمْرَهُ)؛ أي: عظّم الأمر المتعلّق به، وهو عقوبته، وقال الطيبيّ - رَحِمَهُ اللهُ -: قوله: "وعظّم أمره" عطفٌ على قوله: "فعظّمه" على طريقة: أعجبني زيد وكَرَمه؛ أي: كَرَم زيد، وقوله تعالى: {يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا} الآية [البقرة: 9]؛ كما أي: يخادعون الذين آمنوا بالله (?). (ثُمَّ قَالَ) - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ("لَا أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ) بضم أوله، وبالفاء؛ أي: لا أجدنّ، يقال: ألفيتُ الشيءَ أُلفيه إلفاءً: إذا وجدته، وصادفته، ولقيته (?).
وقال في "الفتح": هكذا الرواية للأكثر بلفظ النفي المؤكَّد، والمراد به النهي، وبالفاء، وكذا عند الحمويّ، والمستملي، لكن رُوي بفتح الهمزة، وبالقاف، من اللقاء، وكذا لبعض رواة مسلم، والمعنى قريب، ومنهم من حَذَف الألف، على أنَّ اللام للقَسَم، وفي توجيهه تكلّف، والمعروف أنه بلفظ النفي المراد به النهي، وهو وإن كان من نهي المرء نفسه، فليس المراد ظاهره، وإنما المراد نهي من يخاطبه عن ذلك، وهو أبلغ. انتهى (?).
وقال النوويّ - رَحِمَهُ اللهُ -: قوله: "لا ألفيّن" هكذا ضبطناه "أُلْفيَنّ" بضمّ الهمزة، وبالفاء المكسورة؛ أي: لا أجدّنّ أحدكم على هذه الصفة، ومعناه: لا تعملوا عملًا أجدكم بسببه على هذه الصفة، قال القاضي عياض: ووقع في رواية العذريّ: "لا أَلْقَيَنّ" بفتح الهمزة والقاف، وله وجه كنحو ما سبق، لكن المشهور الأول. انتهى (?).
وقوله: (يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) جملة حاليّة من "أحدكم"، وقوله: (عَلَى رَقَبَتِهِ بَعِيرٌ) متعلّق بحال من الضمير في "يجيء"، وقوله: "بعيرٌ" مرفوع على الفاعليّة