رجال هذا الإسناد: خمسة:
1 - (يَحْيَى بْنُ حَبِيب الْحَارِثيُّ) البصريّ، ثقةٌ [10] (ت 248) أو بعدها (م 4) تقدم في "الإيمان" 14/ 165.
2 - (رَوْحُ) بن عُبادة القيسيّ البصريّ، تقدّم قبل بابين.
3 - (ابْنُ جُرَيْجٍ) عبد الملك بن عبد العزيز بن جُريج الأمويّ مولاهم، أبو الوليد، وأبو خالد المكيّ، ثقة فقيه فاضل، لكنه يُدلّس، ويرسل [6] (ت 150) أو بعدها (ع) تقدم في "الإيمان" 6/ 129.
4 - (أَبُو الزّبَيْرِ) محمد بن مسلم بن تَدْرُس المكيّ، تقدّم قبل بابين.
5 - (جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ) بن عمرو بن حرام - رضي الله عنهما -، تقدّم أيضًا قبل بابين.
وقوله: (فِي الْخَيْر، وَالشَّرِّ") قال النوويّ - رحمه الله -: معناه: في الإسلام والجاهلية، كما هو مصرَّح به في الرواية الأولى؛ لأنهم كانوا في الجاهلية رؤساء العرب، وأصحاب حَرَم الله، وأهل حجّ بيت الله، وكانت العرب تنتظر إسلامهم، فلما أسلموا، وفُتحت مكة تَبِعهم الناس، وجاءت وفود العرب من كل جهة، ودخل الناس في دين الله أفواجًا، وكذلك في الإسلام هم أصحاب الخلافة، والناس تَبَع لهم، وبَيَّن أن هذا الحكم مستمر إلى آخر الدنيا ما بقي من الناس اثنان. انتهى (?).
وقال المناويّ - رحمه الله -: هذا خبر بمعنى الأمر، كما يدلّ عليه خبر: "قَدِّموا قريشًا"، وقيل: خبر على ظاهره، والمراد بالناس: بعضهم، وهم سائر العرب من غير قريش.
وقوله: "في الخير والشر"؛ أي: في الإسلام والجاهلية، كما في الرواية الأخرى؛ لأنهم كانوا في الجاهلية متبوعين في كفرهم؛ لكون أمر الكعبة في يدهم، فكذا هم متبوعون في الإسلام، أو أن السابق بالإسلام كان من قريش، فكذا في الكفر؛ لأنهم أول من ردّ دعوته - صلى الله عليه وسلم -، وكفر به، وأعرض عن الآيات والنُّذُر، فكانوا قدوة في الحالين.
وقال القاضي: معناه أن مسلمي قريش قدوة غيرهم من المسلمين؛ لأنهم