هريرة - رضي الله عنه - عن المسألة، وهذا الرجل الذي أخذ بيده ثالثهما في السؤال عنها.
وقوله: (أَوْ قَالَ: سَأَلَنِي وَاحِدٌ، وَهَذَا الثَّانِي) "أو" للشكّ من الراوي، أي أو قال أبو هريرة - رضي الله عنه -: سأل رجل واحد قبل هذا، وهذا الرجل هو الثاني في السؤال.
وتمام شرح الحديث، وبيان مسائله تقدّما قبل ثلاثة أحاديث، فراجعهما تزدد علمًا، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
وبالسند المتّصل إلى الإمام مسلم بن الحجاج رحمه الله تعالى المذكور أولَ الكتاب قال:
[355] ( ... ) - (وَحَدَّثَنِيهِ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، وَيَعْقُوبُ الدَّوْرَقِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ - وَهُوَ ابْنُ عُلَيَّةَ - عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: لَا يَزَالُ النَّاسُ، بِمِثْلِ حَدِيثِ عَبْدِ الْوَارِث، غَيْرَ أَنَّهُ لَمْ يَذْكُرِ النَبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْإِسْنَاد، وَلَكِنْ قَدْ قَالَ فِي آخِرِ الْحَدِيثِ: صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ).
رجال هذا الإسناد: ستة:
1 - (يَعْقُوبُ الدَّوْرَقِيُّ) هو: يعقوب بن إبراهيم بن كثير بن أفلح العبديّ مولاهم، أبو يوسف الدَّوْرَقيّ البغداديّ، ثقة [10] (ت 252) (ع) تقدم في "الإيمان" 25/ 209.
2 - (إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ) هو: إسماعيل بن إبراهيم بن مِقْسَم الأسديّ مولاهم، أبو بِشْر البصريّ، ثقةٌ ثبتٌ حافظٌ [8] (ت 193) (ع) تقدم في "المقدمة" 2/ 3.
والباقون تقدّموا قريبًا، و"أيوب" هو السختيانيّ، و"محمد" هو ابن سيرين.
وقوله: (بِمِثْلِ حَدِيثِ عَبْدِ الْوَارِثِ) هو ابن سعيد، والد عبد الصمد، وجدّ عبد الوارث شيخ المصنّف، يعني: أن إسماعيل ابن عليّة حدثّ عن أيوب السختيانيّ بمثل حديث عبد الوارث عنه.
وقوله: (غَيْرَ أَنَّهُ لَمْ يَذْكُرِ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْإِسْنَادِ) يعني: أن إسماعيل لم يذكر النبيّ - صلى الله عليه وسلم - في إسناده، بل جعله موقوفًا على أبي هريرة - رضي الله عنه -، فقال: قال أبو هريرة: لا يزال ... إلخ.