عنه، فقال: ثقةٌ، سمعت أحمد يُثْنِي عليه، وأخبرني عباس، عن يحيى بالثناء عليه، وقال ابن عديّ: لم أر بحديثه بأسًا، ولا رأيت له حديثًا منكرًا، فأذكره، إذا روى عنه ثقةٌ.
وقال الواقديّ: قتله غلمانه بأمر ابنه لأمواله بناحية شغب وبَدا، وكان ابنه سفيهًا شاطرًا، قتله للميراث، وذلك في آخر خلافة أبي جعفر سنة (152)، وليس له عقب، وكان كثير الحديث، صالحًا.
وقال ابن حبان: مات سنة سبع وخمسين ومائة، وكان رديء الحفظ، وكثير الْوَهَم، وقال الساجيّ: صدوقٌ، تفرَّد عن عمه بأحاديث، لم يتابع عليها، وقال الحاكم: إنما أخرج له مسلم في الاستشهاد. انتهى.
قال في "تهذيب التهذيب" (?): ولم أَرَ له في البخاريّ غير حديثين، وقال ابن معين: هو أمثل من أبي أويس، ويقال: إنه انفرد عن عمه بحديث: "كُلُّ أمتي مُعافًى إلا المجاهرون" (?)، و"كان - صلى الله عليه وسلم - يأكل بكفه كلها"، وقولِ أبي هريرة في خطبته: "كلُّ ما هو آتٍ قريب"، ورَوَى الواقديّ عنه، عن عمه حديثًا آخر، والواقديّ غير حجة.
أخرج له الجماعة، وله في هذا الكتاب (14) حديثًا.
والباقون تقدّموا قريبًا.
وقوله: ("مَنْ خَلَقَ كَذَا وَكَذَا؟ ) أي من خلق السماء، ومن خلق الأرض، كما سبق في الرواية الماضية.
وقوله: (فَإِذَا بَلَغَ ذَلِكَ) أي قوله: "من خَلَقَ ربك؟ " (فَلْيَسْتَعِذْ بِالله، وَلْيَنْتَهِ") قال الطيبي: أي وليترك التفكّر في هذا الخاطر، وليستعذ منه، وإن لم يزل التفكّر بالاستعاذة، فليقُم، وليشتغل بأمر آخر، وإنما أَمره بالاستعاذة، والانتهاء عنه، والإعراض عن مقابلته، لا بالتأمّل، والاحتجاج لوجهين:
[الأول]: أن العلم باستغنائه سبحانه وتعالى عن المؤثّر والموجد أمر ضروريّ، لا يقبل الاحتجاج والمناظرة له وعليه، فإن وقع من ذلك شيء كان من وسوسة الشيطان؛ لأنه مسلَّطٌ في باب الوسوسة، ووساوسه غير متناهية، فمهما عارضته