للغرض المذكور. (فَيَشْتَدُّونَ)؛ أي: يَجْرُون (فِي ثَنِيَّةٍ) تقدّم أنها الطريق، أو الطريق في الجبل. (قَالَ) سلمة (فَأَعْدُو)؛ أي: جريت في المشي، (فَأَلْحَقُ)؛ أي: لحقت (رَجُلًا مِنْهُمْ)؛ أي: المشركين، (فَأَصُكُّهُ)؛ أي: ضربته، وأصل الصكّ هو: الضرب باليد مبسوطةً، يقال: صَكّه صَكًّا: إذا ضرب قفاه، ووجهه بيده مبسوطةً، قاله الفيّوميّ (?). وقال المجد رحمهُ اللهُ: صَكّه: ضربه شديدًا بعريض، أو عامٌّ. انتهى (?). (بِسَهْمٍ فِي نُغْضِ كَتِفِهِ) - بنون مضمومة، ثمّ غين معجمة ساكنة، ثمّ ضاد معجمة - هو العظم الرقيق على طرف الكتف، وأصله من التحرّك، يقال: نغَضَ الشيءُ، كنصر، وضرب نَغْضًا، ونُغُوضًا ونَغَضَانًا، ونَغَضًا بالتحريك: إذا تحرّك، واضطرب، كأنغض، وتنغّضى، ويتعدّى بنفسه، يقال: نغضه: إذا حرّكه، كأنغضه (?)، وسُمّي بذلك العظم المذكور؛ لكثرة تحرّكه، وهو الناغض أيضًا (?). (قَالَ) سلمة (قُلْتُ: خُذْهَا) وفي نسخة: "قلت: نعم خذها"؛ أي: الضربة، (وَأَنَا ابْنُ الأَكْوَعِ)؛ أي: المشهور بالشجاعة، (وَالْيَوْمَ يَوْمُ الرُّضَّعِ)؛ أي: يوم هلاك اللئيم، وتقدّم الخلاف في معناه، فلا تغفل. (قَالَ) ذلك الرجل المصكوك: (يَا ثَكِلَتْهُ أُمُّهُ) الثُّكْلُ: فَقْدُ الولد، ومراده: الدعاء عليه بالموت، و"يا" للنداء، والمنادى بها محذوفٌ، تقديره: يا قوم، أو يا هؤلاء، أو هي لمجرّد التنبيه. (أَكْوَعُهُ بُكْرَةَ؟ ) وفي بعض النسخ: "أأكوعه؟ " بهمزتين؛ أي: أنت ابن الأكوع الذي كان معنا أول النهار؟ .
قال النوويّ رحمهُ اللهُ: معنى "ثكلته أمه": فَقَدَتْه، وقوله: "أَكْوَعُهُ" هو برفع العين؛ أي: أنت الأكوع الذي كنت بكرةَ هذا النهار، ولهذا قال: نعم، و"بُكْرَةَ" منصوب غير منوَّن، قال أهل العربية: يقال: أتيته بُكْرَةً بالتنوين: إذا أردت أنك لقيته باكرًا في يوم غير معيَّن، قالوا: وإن أردت بُكرةَ يوم بعينه، قلت: "أتيتُه بُكْرَةَ" غير مصروف؛ لأنها من الظروف غير المتمكنة. انتهى (?).
وقال بعض المحقّقين فيما كتبه على هامش النسخة التركيّة ما نصّه: