العويل، وهو الصوت. انتهى (?).
وقال في "الفتح": قوله: "وبالصِّياح عَوَّلوا علينا"؛ أي: قصدونا بالدعاء بالصوت العالي، واستغاثوا علينا، تقول: عَوَّلتُ على فلان، وعَوَّلتُ بفلان: بمعنى استغثت به.
وقال الخطابيّ: المعنى: أجْلَبوا علينا بالصوت، وهو من العويل.
وتعقبه ابن التين بأنّ عَوَّلوا بالتثقيل، من التعويل، ولو كان من العويل لكان: أعولوا.
ووقع في رواية إياس بن سلمة، عن أبيه، عند أحمد في هذا الرجز من الزيادة:
إِنَّ الَّذِينَ قَدْ بَغَوْا عَلَيْنَا ... إِذَا أَرَادُوا فِتْنَةً أَبَيْنَا
وَنَحْنُ عَنْ فَضْلِكَ مَا اسْتَغْنَيْنَا (?)
وقال الكرمانيّ: قد تقدّم أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يقولها في حفر الخندق، وأنها من أراجيز ابن رواحة، ثم أجاب بأنه لا منافاة في وقوع الأمرين، ولا محذور أن يَحْدُوَ الشخص بشِعر غيره (?).
(فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ هَذَا السَّائِقُ؟ ")، وفي رواية أحمد: "فجَعَل عامر يرتجز، ويسوق الركاب"، وهذه كانت عادتهم، إذا أرادوا تنشيط الإبل في السَّير، ينزل بعضهم، فيسوقها، ويَحْدُو في تلك الحال.
(قَالُوا)؛ أي: الصحابة الحاضرون للسؤال، (عَامِرٌ)؛ أي: هو عامرُ بن الأكوع. (قَالَ) - صلى الله عليه وسلم - ("يَرْحَمُهُ الله") وفي رواية إياس بن سلمة: "قال: غفر لك ربُّك، قال: وما استغفر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ لأنسان يخصه إلا استُشْهِد"، وبهذه الزيادة يظهر السرّ في قول الرجل: "لولا أمتعتنا به".
(فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ) هو عمر بن الخطّاب - رضي الله عنه -، كما سيأتي في رواية إياس بن سلمة، عن أبيه، ولفظه: "فنادى عمر بن الخطاب، وهو على جمل