و"ما" ظرفيّة، وللأصيليّ، والنسفيّ بهمزة قطع، ثم موحّدة ساكنة؛ أي: ما خَلَّفنا وراءنا، مما اكتسبنا من الآثام، أو ما أبقيناه وراءنا من الذنوب، فلم نتب منه، وللقابسيّ: "ما لَقِينا" - باللام، وكسر القاف - والمعنى: ما وجدنا من المناهي. انتهى (?).
وقال في "العمدة": قوله: "ما اقتفينا"؛ أي: اتّبعنا أمره، ومادته قاف، وفاء، وفي "المغازي": "ما أبقينا"، من الإبقاء، ومادته باء وقاف؛ أي: افْدِنا من عقابك فِداء ما أبقينا من الذنوب؛ أي: ما تركناه مكتوبًا علينا، ورُوي: "ما اتَّقَينا" من الاتقاء، و"ما اقتنينا"، من الاقتناء، ويُروَى "ما أتينا" من الإتيان. انتهى (?).
قال الجامع عفا الله عنه: قوله: "افدِنا من عقابك ... إلخ" هذا بناء على التأول المتقدّم لقوله: "فداءً لك"، وقد عرفت ما فيه آنفًا، فتنبّه.
(وَثَبِّتِ الأَقْدَامَ إِنْ لَاقَيْنَا) بفتح القاف؛ أي: واجَهْنا العدوّ، (وَأَلْقِيَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا إِنَّا إِذَا صِيحَ بِنَا أَتَيْنَا) بمثناة؛ أي: جئنا إذا دُعينا إلى القتال، أو إلى الحقّ، قال الحافظ: ورُوي بالموحّدة، كذا رأيت في رواية النسفيّ، فان كانت ثابتة، فالمعنى: إذا دُعينا إلى غير الحقّ امتنعنا.
وقال النوويّ رحمه الله: قوله: "إذا صيح بنا أتينا": هكذا هو في نسخ بلادنا: "أتينا" بالمثناة في أوله، وذكر القاضي عياض أنه رُوي بالمثناة، وبالموحّدة، فمعنى المثناة: إذا صيح بنا للقتال ونحوه من المكارم أتينا، ومعنى الموحّدة: أَبَيْنا الفرار والامتناع. انتهى.
(وَبِالصِّيَاح) بكسر الصاد المهملة: مصدر صاح بالشيء يَصِيحُ به صيحَةً: إذا صَرَخ. (عَوَّلوا عَلَيْنَا)؛ أي: حَمَلوا علينا بالصِّيَاح، لا بالشجاعة، قاله في "العمدة" (?).
وقال النوويّ رحمه الله: قوله: "عَوّلوا علينا": استغاثوا بنا، واستفزعونا للقتال، قيل: هي من التعويل على الشيء، وهو الاعتماد عليه، وقيل: من