إليه: قرشيّ، وقريشيّ، بالياء، وحذفها (?).
(فَدَخَلْنَا عَلَى هِرَقْلَ) وللبخاريّ في "الجهاد": "فأدخلنا عليه، فإذا هو جالس في مجلس مُلكه، وعليه التاج"، وفي رواية له في "الإيمان": "فدعاهم في مجلسه، وحوله عظماء الروم"، ولابن السكن: "فأدخلنا عليه، وعنده بطارقته، والقِسِّيسون، والرهبان".
والروم: من ولد عيص بن إسحاق بن إبراهيم عليه السلام على الصحيح، وفي خل فيهم طوائف من العرب، من تنوخ، وبهراء، وسليح، وغيرهم، من غسان، كانوا سكانًا بالشام، فلمّا أجلاهم المسلمون عنها دخلوا بلاد الروم، فاستوطنوها، فاختلطت أنسابهم (?).
(فَأَجْلَسَنَا) بالبناء للفاعل؛ أي: أمر بإجلاسنا، ويَحْتَمِل أن يكون بالبناء للمفعول، (بَيْنَ يَدَيْهِ)؛ أي: قُدّامه، (فَقَالَ: أَيُّكُمْ أقرَبُ نَسَبًا) قال العلماء: إنما سأل قريب النسب؛ لأنه أعلم بحاله، وأبعد من أن يكذب في نسبه وغيره، ثم أَكَّد ذلك، فقال لأصحابه: إن كَذَبني فكَذِّبوه؛ أي: لا تستحيوا منه، فتسكتوا عن تكذيبه إن كَذَبَ، ذكره النوويّ (?).
وقال في "الفتح": ظاهر هذا يقتضي أن هرقل خاطبهم أوّلًا بغير ترجمان، ثم دعا بالترجمان، لكن وقع عند البخاريّ في "الجهاد" بلفظ: "فقال لترجمانه: سلهم أيهم أقرب نسبًا ... إلخ"، فيُجْمَع بين هذا الاختلاف بأن قوله: "ثم دعا بترجمانه"؛ أي: فأجلسه إلى جنب أبي سفيان، لا أن المراد أنه كان غائبًا، فأرسل في طلبه، فحضر، وكأن الترجمان كان واقفًا في المجلس، كما جرت به عادة ملوك الأعاجم، فخاطبهم هرقل بالسؤال الأول، فلما تحرّر له حال الذي أراد أن يخاطبه من بين الجماعة، أمر الترجمان بالجلوس إليه؛ ليعبِّر عنه بما أراد. انتهى (?).
(مِنْ هَذَا الرَّجُلِ) "من" هنا كأنها ابتدائية، والتقدير: أيكم أقرب نسبًا