وفرغانة: إخشيد، والعرب من قبل العجم: النعمان، وإفريقية: جرجير، وخلاط: شهرمان، والسِّنْد: فور، والحزر: رتبيل، والنوبة: كابل، والصقالبة: ماجد.
وهرقل أول من ضرب الدينار وأحدث البِيعة.
[فإن قلت]: ما معنى الحديث الصحيح: "إذا هلك قيصر، فلا قيصر بعده، وإذا هلك كسرى، فلا كسرى بعده"؟ (?).
[أجيب]: بأن معناه لا قيصر بعده بالشام، ولا كسرى بعده بالعراق، قاله الشافعيّ في "المختصر"، وسبب الحديث أن قريشًا كانت تأتي الشام والعراق كثيرًا للتجارة في الجاهلية، فلما أسلموا خافوا انقطاع سفرهم إليهما؛ لمخالفتهم أهل الشام والعراق بالإسلام، فقال - صلى الله عليه وسلم -: "لا قيصر، ولا كسرى"؛ أي: بعدهما في هذين الإقليمين، ولا ضرر عليكم، فلم يكن قيصر بعده بالشام، ولا كسرى بعده بالعراق، ولا يكون، وقال - صلى الله عليه وسلم -: "والذي نفسي بيده لتنفقنّ كنوزهما في سبيل الله"، متّفقٌ عليه، ففتحت الصحابة الإقليمين في زمن عمر - رضي الله عنه -.
[فائدة]: معنى قيصر: التبقير، والقاف على لغتهم غير صافية، وذلك أن أمه لمّا أتاها الطَّلْق به ماتت، فبُقِر بطنها عنه، فخرج حيًّا، وكان يفخر بذلك؛ لأنه لم يخرج من فرج، واسم قيصر في لغتهم مشتقّ من القطع؛ لأن أحشاء أمه قُطعت حتى أُخرج منها، وكان شجاعًا جبّارًا مِقدامًا في الحروب، نبّه على ذلك ابن دحية في "مرج البحرين" (?).
قال ابن عبّاس، أو من دونه: (يَعْني عَظِيمَ الرُّومِ)؛ أي: يقصد أبو سفيان بقوله: هرقل، ولم يصفه بالمَلِك؛ لكونه معزولًا بالإسلام.
(قَالَ (?): وَكَانَ دِحْيَةُ الْكَلْبِيُّ) قال النوويّ رحمه الله: هو بكسر الدال، وفتحها لغتان مشهورتان، اختُلِف في الراجحة منهما، وادَّعَى ابن السِّكِّيت أنه بالكسر