وفي بعضها: "لا نعطيكاهنّ" بالنون، وألف بعد الكاف، وهي كما قال النوويّ: أكثر النسخ، وفي بعضها: "ما نعطكاهنّ"، وهاتان النسختان عندي أنهما دخلهما التصحيف، فتصحيح النوويّ لهما محلّ نظر، والله تعالى أعلم.

وقولها: (وَقَدْ أَعْطَانِيهِنَّ) جملة حاليّة من فاعل، يُعطيكهنّ".

وقوله: (وَلَكِ كَذَا وَكَذَا)؛ أي: مثل الذي لكِ مرةً.

وقوله: (وَتَقُولُ: كَلَّا ... إلخ)؛ أي: لترتدع، ولينزجر عن أخذها.

وقوله: (فَجَعَلَ يَقُولُ: كَذَا ... إلخ)؛ أي: شرع النبيّ - صلى الله عليه وسلم - يزيدها مرتين، أو ثلاثًا إلى أن بَلّغها عشرة أمثالها، والله تعالى أعلم.

{إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}.

(25) - (بَابُ جَوَازِ الأَكْلِ مِنْ طَعَام الْغَنِيمَة في دَارِ الْحَرْبِ (?))

[4595] (1772) - (حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ - يَعْني: ابْنَ الْمُغِيرَةِ - حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ، قَالَ: أَصَبْتُ جِرَابًا مِنْ شَحْمٍ يَوْمَ خَيْبَرَ. قَالَ: فَالْتَزَمْتُهُ، فَقُلْتُ: لَا أُعْطي الْيَوْمَ أَحَدًا مِنْ هَذَا شَيْئًا. قَالَ: فَالْتَفَت، فَإِذَا رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - مُتبَسِّمًا).

رجال هذا الإسناد: أربعة:

1 - (شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ) الْحَبَطيّ، أبو محمد الأُبُلّيّ، صدوقٌ يَهِمُ، ورُمي بالقدر، قال أبو حاتم: اضطرّ الناس إليه أخيرًا، من صغار [9] (ت 5 أو 236)، وله بضعة و (90) سنةً (م د س) تقدم في "الإيمان" 12/ 157.

2 - (سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ) الْقَيْسيّ مولاهم، أبو سعيد البصريّ، ثقةٌ ثبتٌ [7] (ت 165) (ع) تقدم في "الإيمان" 3/ 111.

3 - (حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ) العدويّ، أبو نصر البصريّ، ثقةٌ فقيهٌ [3] (ع) (بخ م 4) تقدم في "الحيض" 21/ 791.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015