وَابْنُ عَبْدِ الأَعْلَى: أَنَّ الرَّجُلَ - كَانَ يَجْعَلُ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - النَّخَلَاتِ مِنْ أَرْضِه، حَتَّى فُتِحَتْ عَلَيْهِ قُرَيْظَةُ، وَالنَّضِيرُ، فَجَعَلَ بَعْدَ ذَلِكَ يَرُدُّ عَلَيْهِ مَا كَانَ أَعْطَاهُ، قَالَ أَنَسٌ: وَإِنَّ أَهْلِي أَمَرُونِي أَنْ آتِيَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فَأَسْأَلَهُ مَا كَانَ أَهْلُهُ أَعْطَوْهُ، أَوْ بَعْضَهُ، وَكَانَ نَبِيُّ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَدْ أَعْطَاهُ أمّ أَيْمَنَ، فَأتَيْتُ النَّبِي - صلى الله عليه وسلم -، فَأَعْطَانِيهِنَّ، فَجَاءَتْ أمّ أَيْمَنَ، فَجَعَلَتِ الثَّوْبَ فِي عُنُقِي، وَقَالَتْ: وَاللهِ لَا نُعْطِيكَاهُنَّ، وَقَدْ أَعْطَانِيهِنَّ، فَقَالَ نَبِيُّ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "يَا أُمَّ أَيْمَنَ اتْرُكِيه، وَلَكِ كَذَا وَكَذَا"، وَتَقُولُ: كَلَّا، وَالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، فَجَعَلَ يَقُولُ: كَذَا، حَتى أَعْطَاهَا عَشْرَةَ أَمْثَالِه، أَوْ قَرِيبًا مِنْ عَشْرَةِ أَمْثَالِهِ).
رجال هذا الإسناد: ستة:
1 - (أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ) تقدّم قبل باب.
2 - (حَامِدُ بْنُ عُمَرَ الْبَكْرَاوِيُّ) هو: حامد بن عمر بن حفص بن عمر بن عبيد الله بن أبي بكرة الثقفيّ البكراويّ، أبو عبد الرحمن البصريّ، قاضي كرمان، وقيل: إن حفصًا جدّه هو ابن عبد الرحمن بن أبي بكرة، ثقةٌ [10] (ت 233) (خ م) تقدم في "الطهارة" 26/ 649.
[تنبيه]: قوله: "البكراويّ": نسبة إلى جدّه الأعلى أبي بكر الصحابيّ المشهور - رضي الله عنه -.
3 - (مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى الْقَيْسِيُّ) الصنعانيّ، أبو عبد الله البصريّ، ثقةٌ [10] (ت 245) (م قد ت س ق) تقدم في "الإيمان" 92/ 503.
4 - (مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيُّ) أبو محمد البصريّ، يُلقّب بالطفيل، ثقةٌ، من كبار [9] (ت 187)، وقد جاوز الثمانين (ع) تقدم في "الإيمان" 1/ 105.
5 - (أَبُوهُ) سليمان بن طَرْخان التيميّ، أبو المعتمر البصريّ، نزل في بني تيم، فنُسب إليهم، ثقةٌ عابدٌ [4] (ت 143)، وهو ابن (97) (ع) تقدم في "المقدمة" 3/ 9.
و"أنس بن مالك - رضي الله عنه - " ذُكر قبله.
[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد:
أنه من رباعيّات المصنّف رَحِمَهُ اللهُ، وهو (308) من رباعيّات الكتاب، وأنه مسلسل بالبصريين، سوى شيخه أبي بكر، فكوفيّ.
وقوله: (أَنَّ رَجُلًا) أراد به جنس الرجل.