2 - (أَبُو الْخَيْرِ) مرثد بن عبد الله الْيَزَنيّ المصريّ، ثقةٌ فقيهٌ [3] (ت 90) (ع) تقدم في "الإيمان" 16/ 168.
3 - (عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ) الْجُهنيّ الصحابيّ المشهور، أبو حمّاد، وقيل: غيره، ولي إمرة مصر لمعاوية ثلاث سنين، وكان فقيهًا فاضلًا، مات في قرب الستين (ع) تقدم في "الطهارة" 6/ 559.
والباقون تقدّموا في الباب الماضي.
[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد:
أنه مسلسل بالمصريين من أوله إلى آخره، وقتيبة دخل مصر للأخذ عن الليث وغيره، وفيه رواية تابعيّ، عن تابعيّ.
شرح الحديث:
(عَنْ أَبِي الْخَيْرِ) بالخاء المعجمة، والتحتانيّة: ضدّ الشرّ، واسمه مَرْثد بالمثلّثة، (عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ) الجهنيّ - رضي الله عنه - (أَنَّهُ قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّكَ تَبْعَثُنَا)؛ أي: ترسلنا إلى الغزو، أو نحوه، (فَنَنْزِلُ) بكسر الزاي، من باب ضرب نُزولًا، (بِقَوْمٍ، فَلَا يَقْرُونَنَا) - بفتح حرف المضارعة، وسكون القاف - من باب رَمَى، كما تقدّم قريبًا، قال في "الفتح": ووقع في رواية الأصيليّ، وكريمة: "لا يقرونا" بنون واحدة، ومنهم من شدّدها، وللترمذيّ: "فلا هم يُضيفوننا، ولا هم يؤدّون ما لنا عليهم من الحق". انتهى.
[فائدة]: قال ابن مالك - رَحِمَهُ اللهُ - في "شواهد التوضيح" تعليقًا على رواية من رواه: "لا يقرونا" بنون واحدة: حذفُ نون الرفع في موضع الرفع؛ لمجرّد التخفيف ثابتٌ في الكلام الفصيح، نَثْره ونَظْمه، فمن النثر قول ابن عبّاس، والمسور بن مخرمة، وعبد الرَّحمن بن الأزهر لرسول إلى عائشة - رضي الله عنهما - يسألونها عن الركعتين بعد العصر: "بلغنا أنك تصلّيهما"، يعني: الركعتين بعد العصر، وقولُ مسروق لها: "لِمَ تأذني له؟ "، يعني: حسّان - رضي الله عنه -، والأصل: "ولا يقروننا"، و"تصلّينهما"، و"لَمْ تأذنين له؟ ".
وسبب هذا الحذف كراهية تفضيل النائب على المنوب عنه، وذلك أن النون نائب عن الضمّة، والضمّة قد حُذفت لمجرّد التخفيف، كقراءة أبي عمرو