محاباتها في الحقّ، وفيها شيء آخر، وهو أنها مشارِكة هذه المرأة في الاسم، فينتقل اللفظ والذهن من إحداهما إلى الأخرى، وإن تباين ما بين المحلين. انتهى كلام وليّ الدين - رحمه الله - (?) وهو بحث نفيس، والله تعالى أعلم.
(لَقَطَعْتُ يَدَهَا")، وفي رواية البخاريّ: "لقطع محمد يدها"، وفيه تجريد، وقد سبق في حديث ابن عمر - رضي الله عنهما -: "قم يا بلال، فخذ بيدها، فاقطعها"، وفي رواية: "فأمَر بها، فقُطعت".
وفي رواية ابن المبارك عن يونس، عند البخاريّ: "ثم أمر بتلك المرأة التي سَرَقت، فقُطعت يدها"، وفي حديث جابر - رضي الله عنه - عند الحاكم: "فقطعها"، وذكر أبو داود تعليقًا عن محمد بن عبد الرحمن بن غَنَج، عن نافع، عن صفية بنت أبي عبيد، نحو حديث المخزومية، وزاد فيه: "قال: نشهد عليها".
وزاد يونس في روايته التالية: قالت عائشة: "فحسنت توبتها بعدُ، وتزوجت، وكانت تأتيني بعد ذلك، فأرفع حاجتها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -".
وأخرجه الإسماعيليّ، من طريق نعيم بن حماد، عن ابن المبارك، وفيه: "قال عروة: قالت عائشة"، ووقع في رواية شعيب، عند الإسماعيليّ في "الشهادات"، وفي رواية ابن أخي الزهريّ، عند أبي عوانة، كلاهما عن الزهريّ، قال: وأخبرني القاسم بن محمد، أن عائشة، قالت: "فنكحت تلك المرأة رجلًا من بني سُليم، وتابت، وكانت حسنة التلبس، وكانت تأتيني، فأرفع حاجتها. . ." الحديث.
قال الحافظ: وكأن هذه الزيادة، كانت عند الزهريّ، عن عروة، وعن القاسم جميعًا عن عائشة، وعندهما زيادة على الآخَر، وفي آخِر حديث مسعود بن الحكم، عند الحاكم: "قال ابن إسحاق: وحدّثني عبد الله بن أبي بكر، أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، كان بعد ذلك يرحمها، ويَصِلُها"، وفي حديث عبد الله بن عمرو، عند أحمد: "أنها قالت: هل لي من توبة يا رسول الله، فقال: أنت اليوم من خطيئتك؛ كيوم ولدتك أمك". انتهى (?).