وقيل: إن الحكمة في تعطيشهم؛ لكونهم كفروا نعمة سقي ألبان الإبل التي حصل لهم بها الشفاء من الجوع، والوخم، ولأن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - دعا بالعطش على من عَطَّش آل بيته في قصة رواها النسائيّ، فَيَحْتَمِل أن يكونوا في تلك الليلة مَنَعُوا إرسال ما جرت به العادة من اللبن الذي كان يُراح به إلى النبيّ - صلى الله عليه وسلم - من لِقاحه في كل ليلة، كما ذكر ذلك ابن سعد، والله أعلم. انتهى (?).
زاد في رواية البخاريّ: "قال أبو قلابة: فهؤلاء سَرَقُوا، وقَتَلُوا، وكَفَرُوا بعد إيمانهم، وحاربوا الله ورسوله".
فقوله: قال أبو قلابة: "فهؤلاء سرقوا"؛ أي: لأنهم أخذوا اللقاح من حِرز مثلها، وهذا قاله أبو قلابة استنباطًا، وسيأتي البحث فيه - إن شاء الله تعالى - والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - هذا متّفقٌ عليه.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [2/ 4345 و 4346 و 4347 و 4348 و 4349 و 4350 و 4351 و 4352] (1671)، و (البخاريّ) في "الوضوء" (233) و"الجهاد" (3018) و"المغازي" (4193) و"التفسير" (4610) و"الطبّ" (5685) و"الحدود" (6802 و 6803 و 6804 و 6805) و"الديات" (6899)، و (أبو داود) في "الحدود" (4364)، و (الترمذيّ) في "الطهارة" (72 و 73) و"الأطعمة" (1845) و"الطبّ" (2042)، و (النسائيّ) في "الطهارة" (1/ 160 و 161) و"تحريم الدم" (7/ 93 و 94 و 95 و 96) و"الكبرى" (1/ 130 و 2/ 293 و 294 و 295 و 296 و 4/ 371)، و (ابن ماجه) في "الحدود" (2578)، و (عبد الرزّاق) في "مصنّفه" (17132)، و (الطيالسيّ) في "مسنده" (1/ 268)، و (ابن أبي شيبة) في "مصنّفه" (7/ 75)، و (أحمد) في "مسنده" (3/ 161 و 186 و 198 و 107 و 205)، و (الطحاويّ) في "شرح معاني الآثار" (3/ 180)، و (البزّار) في "مسنده" (14/ 36)، و (أبو يعلى) في "مسنده" (6/ 63 و 224 و 465 و 7/ 12)،