رجال هذا الإسناد: خمسة:

1 - (أَبُو الزِّنَادِ) عبد الله بن ذكوان القرشيّ مولاهم، أبو عبد الرحمن المدنيّ، ثقة فقيه [5] (ت 130) أو بعدها (ع) تقدم في "المقدمة" 5/ 30.

2 - (الأَعْرَجُ) عبد الرحمن بن هُرْمُز القرشيّ مولاهم، أبو داود المدنيّ، ثقةُ فقيه [3] (ت 117) (ع) تقدم في "الإيمان" 23/ 192.

والباقون ذُكروا قبله، و"سفيان" هو ابن عيينة.

وقوله: (مِثْلَهُ، أَوْ نَحْوَهُ) ظاهر هذا أن فيه تفريقًا بين قوله: "مثله"، وقوله: "نحوه"، وقد تقدّم أن الحاكم أبا عبد الله ذكر أن لفظ "مثل" يُطلق على ما اتّحد لفظًا، ولفظ "نحو" يُطلق على ما اتّحد معنى، ولكن كثيرًا من صنيع المصنّف رحمه الله ليس على هذه القاعدة، كما قدّمت بيان ذلك في أوائل هذا الشرح، وذكرت على ذلك أدلّة، فلتُراجعها.

ويَحْتَمِل أن هذا الشك ليس من مسلم، وإنما هو من الراوي عنه، شكّ في قول مسلم، هل قال: "مثله"، أو قال: "نحوه"، ولا يستلزم ذلك التفريق بينهما، وإنما يفيد بيان الشك في اللفظ الذي صدر عن مسلم، فتأمل، والله تعالى وليّ التوفيق.

[تنبيه] رواية أبي الزناد، عن الأعرج هذه ساقها الحميديّ في "مسنده"، فقال:

(1174) - حدّثنا الحميديّ (?)، قال: ثنا سفيان، قال: ثنا أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "حَلَف سليمان بن داود، فقال: لأُطيفنّ الليلة بسبعين امرأة، كلهنّ تجيء بغلام يقاتل في سبيل الله عز وجل، فقال له صاحبه، أو قال له الملك: قل: إن شاء الله، فنسي، فأطاف بسبعين امرأة، فلم تجىء واحدة منهنّ بشيء، إلا واحدة، جاءت بشق غلام". فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لو قال: إن شاء الله، لَمَا حَنِثَ، ولكان دَرَكًا في حاجته". انتهى (?)، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015