فكان بينه وبين سفيان واسطة واحدة، بعد أن رواه عن مسلم، عن شيوخه الأربعة، عن سفيان، فكان بينه وبين سفيان واسطتان، فعلا السند له برجل، فساوى مسلمًا بذلك، والله تعالى أعلم.
وبالسند المتصل إلى المؤئف -رحمه الله- أوّل الكتاب قال:
[4225] ( ... ) - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أنهُ قَالَ: يَوْمُ الْخَمِيسِ، وَمَا يَوْمُ الْخَمِيسِ؟ ثُمَّ جَعَلَ تسِيلُ دُمُوعُهُ، حَتَّى رَأَيْتُ عَلَى خَدَّيْهِ؛ كأنها نِظَامُ اللُّؤْلُؤِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "ائتُوى بِالْكَتِفِ وَالدَّوَاةِ -أَوِ اللَّوْحِ وَالدَّوَاةِ- أكتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ أبدًا"، فَقَالُوا: إِن رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يهْجُرُ).
رجال هذا الحديث: ستة:
وكلّهم ذُكروا في الباب.
وقوله: (كَأنَّهَا نِظَامُ اللُّؤْلُؤِ) من إضافة الصفة للموصوف؛ أي: كأنها اللؤلؤ المنظوم.
وقوله: (ائتُوني بِالْكَتِفِ) المراد به هنا عَظْم الكتف، فإنهم كانوا يكتبون فيه. وقوله: (وَالدَّوَاةِ) قال في "اللسان": الدواة: ما يُكتب منه، معروفة، جمعها: دَوى- بالفتح- ودُويّ- بالضمّ- ودِوِيّ- بالكسر-. انتهى بإيضاح (?).
وقوله: (أَوِ اللَّوْحِ) قال الفيّوميّ -رحمه الله-: اللوح بالفتح: كلُّ صَحيفة، من خشب، وكَتِف، إذا كُتب عليه سُمّي لَوْحًا، والجمع ألواح. انتهى (?).
وقوله: (يَهْجُرُ) مضارع هَجَرَ، يقال: هَجَر المريض في كلامه هَجْرًا، من باب نصر؛ أي: خَلَط وهَذَى (?).
والحديث متّفقٌ عليه، وقد مضى تمام شرحه، وبيان مسائله في الحديث الماضي، ولله الحمد والمنّة، وله الفضل والنعمة.